q
{ }

 في يوم الثلاثاء السابع من شهر شباط-فبراير الجاري عقد مركز الفرات للتنمية والدراسات الستراتيجية حلقته الحلقة النقاشية الشهرية تحت عنوان (التهديدات الجيواستراتيجية في عراق ما بعد داعش) استضاف فيها الأستاذ المساعد الدكتور عادل البديوي التدريسي في كلية العلوم السياسية جامعة بغداد والمدير التنفيذي لمركز حوكمة للسياسات العامة، وبحضور نخبة كبيرة من الشخصيات الاكاديمية والبحثية والسياسية.

افتتح الحلقة النقاشية الدكتور خالد عليوي العرداوي مدير مركز الفرات للتنمية والدراسات الاستراتيجية بمقدمة ورد فيها "ان العراق امام مرحلة مهمة بكل القياسات خاصة وهو على اعتاب التخلص من سيطرة داعش الارهابي على اراضيه، اي التخلص من السيطرة العسكرية للإرهاب على الارض العراقية، وبالتالي ما بعد هذه المرحلة قطعا هنالك تحديات سوف تواجه العراق وتواجه شعبه، وهي تحتاج بالتأكيد الى الاستعداد لها جيدا من اجل مواجهاتها والتغلب عليها، وفي هذا الخصوص هناك قول للامام علي (ع) يقول فيه (من تنبأ بالعواقب سلم من النوائب)، وحينئذ لابد ان يكون هناك تنبأ بالأحداث قبل حصولها وحتى لا تداهمنا تلك الاحداث ثم نجد انفسنا لا نعرف ماذا نفعل".

 بعدها بدأ السيد المحاضر تقديم ورقته التي حاول فيها ان يفكك ملامح المرحلة والظروف المحيطة بها حيث أكد على وجود مبدأ استراتيجي يقوم على (التأمل للأفضل والتخطيط للأسوأ)، فقد نكون في هذه المرحلة نعيش حالة من التفاؤل بالقضاء على داعش، وبالتالي لابد من مراجعة كيان وبناء الدولة العراقية فهناك تحديات وازمات متتالية ومتسلسلة في بنية الدولة العراقية، وهذه الازمات لا تتعلق بجانب او بعد واحد، وانما تترافق معها البعد السياسي والامني والاجتماعي والثقافي والاقتصادي والفكري وغيرها من الابعاد الاخرى.

 لذلك فهذا التفاؤل المفرط بهزيمة داعش لابد ان يلحقه ثمة استفسارات حول، ماذا بعد داعش وما هي التحديات التي من الممكن ان تواجه الحكومة العراقية، لاسيما إذا ما عدنا الى العام (2014) فهل كانت الدولة العراقية امنة ومستقرة، وهل كانت لا توجد لدينا ازمات على المستوى السياسي الاقتصادي والاجتماعي، اما ان هذا الدخول لداعش هو دخول مفاجئ ادى الى انهيار ثلاث محافظات اساسية في العراق وانهيار القوات الامنية من جيش وشرطة؟

في الحقيقة هناك مجموعة ابعاد او تحديات جيو-استراتيجية تتعلق بالدولة العراقية، وهنا لابد ان نفكك مفهوم جيو-استراتيجية وماذا يقصد به، خاصة وان لهذا المعنى هناك بعدين يتحكمان في الدولة: بعد يطلق عليه الجـيوبوليتيك وبعد اخر يطلق عليه جيواستراتيجي والبعدين مختلفين لكن هناك خلط بين المفهومين، فأية دولة لديها تطلعات توسعية او تبحث عن النفوذ في دولة اخرى، لديها امكانات الجـيوبوليتيك مثل العراق وهو يملك موقع جغرافية وامكانات اقتصادية واجتماعية، فتأتي دولة اخرى لها ابعاد جيواستراتيجية مثلا الولايات المتحدة مثل ايران تركيا السعودية، فعلى هذا الاساس العراق الان يواجه تحديات الجـيوبوليتيك وجيواستراتيجية تهدد كيانه، فهل يستمر العراق كما هو قبل عام (2014) اما هناك تغيرات بعد التحرير.

اولا: التحدي السياسي وهو يتشكل من مجموعة نقاط منها:

1- ازمة الثقة ما بين المواطن والدولة العراقية منذ تأسيس الدولة العراقية الى الوقت الحاضر.

2- ازمة الثقة بين المكونات العراقية الرئيسية بين الشيعة والسنة والكرد خاصة فيما يتعلق بنوع السلطة التي تحكم ما بين المركز والاقليم والمحافظات، أضف الى ذلك هناك ازمة ثقة على ماهية الدولة التي يريدها كل مكون علما ان كل مكون له داعمة الاقليمي، خاصة وان هناك تقاطعات جوهرية بين الداعمين الاقليميين.

3- ازمة الثقة فيما بين المكونات نفسها فالأكراد الان منقسمين خصوصا على مستوى الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني هذا من جهة، ومن جهة اخرى الازمة ما بين الحزبين وباقي الاحزاب الاخرى الموجودة في اقليم كردستان العراق، ايضا المكون السني بعد انتهاء داعش ستتصاعد الازمات ما بين السياسيين الموجودين في بغداد وما بين السياسيين المعارضين للعملية السياسية، وما بين الذين اشتركوا مع داعش ومن حاربوها وغير ما يتعلق بالثارات العشائرية والرؤى فهناك من يؤيد الفدرالية السنية وهناك من يؤيد البقاء مع بغداد هناك من يؤيد وجود اصلاحيات لا مركزية، ايضا ما يتعلق بالشيعة فهناك ازمات متعددة كالحشد الشعبي وقيادات الحشد الشعبي الاحزاب فيما بينها.

4- الاحزاب والتحالفات السياسية فدائما لدينا ازمات متصاعدة على هذا الصعيد، فهي لديها فشل على مستوى الانجاز الاقتصادي او الانجاز على مستوى الدولة بمجملها، وهناك ايضا تصارع على القيادات الحزبية والتصارع على قيادات التحالفات والائتلافات، ايضا هناك عدم الاختلاط والتمييز ما بين الدور التنفيذي والدور الحزبي، هذا مما ادى الى اختلاق ازمات.

5- السياسات الطائفية والمحاصصة والفساد وهذه تؤدي الى تعميق الاشكاليات في المجتمع.

6- المصالحة والتسوية الوطنية أكبر اشكالية عليها هي التوقيت فلابد ان تبدأ وتنتهي بتوقيت معين، فلا يوجد في المصالحة نقطة للشروع والشيء الاخر لا يوجد وقت محدد تنتهي على أثره المصالحة، وعندها تتشكل المرحلة الانتقالية وهي لها قانونها الخاص ومؤسساتها الخاصة التي تدير هذه المرحلة.

اما موضوع المصالحة وهو من الملفات المهمة والدقيقة لكنه مع شديد الاسف استغل لأغراض انتخابية وأصبح يثير حالة من التنافس والصراع:

1- تنافس الزعمات المحلية

2- التنافس الاقليمي

3- التنافس الدولي

الشيء الاخر هناك ثمة صراع حدود ما بعد تحرير الموصل:

1- حدود الدم: وهي المناطق المتنازع عليها في نينوى كركوك النجف والانبار ديالى كل هذه المناطق، الا ان الاكراد صرحوا ورغم ان هناك اتفاق مسبق الا انهم لن ينسحبوا عن الاراضي التي تم الاستيلاء عليها من داعش.

2- حدود عاطفية: وهذه هي طموحات تركيا في الوصول الى الموصل والرقة.

3-حدود معنوية: تحكمها دولتان وهو الامتداد النفوذي ما بين إيران التي تعتقد ان العراق هو عمقها الاستراتيجي والسعودية التي تعتقد بان العراق هو عمقها الاستراتيجي ايضا وكلا على حساباته.

ثانيا: التحدي الأمني:

هو تحدي خطر جدا ويتعلق بالعسكرة العرقية والمذهبية فنحن نسمع بالعسكرة المجتمعية وبما اننا مقسمين على شكل مكونات ومذاهب واعراق، فالشيعة لديهم عسكرتهم الخاصة بهم والسنة ايضا لديهم العسكرة الخاصة بهم والاكراد لديهم جيش خاص بهم والايزيدية لديهم الجيش الخاص بهم والتركمان عندهم الجيش الخاص بهم، فكل مكون وعرق من هذه المكونات كونت مجموعتها العسكرية للحماية الذاتية بعد تهديدات داعش، لكن ما بعد داعش ورغم ان هناك هيكلة للحشد الشعبي والذي يدخل من ضمنه الحشد العشائري الذي يمثل المكون السن ويدخل فيه اليزيدية والتركمان والمسيح هذا من جانب قانوني، لكن هل تستطيع الحكومة العراقية كبح جماح هؤلاء.

المخاوف الاخرى هي من قوات الحشد الشعبي ومن قادة الحشد الشعبي على اعتبارهم امراء حرب نافذين ولديهم العدة والعدد الذي ممكن استخدامه لتعميق نفوذهم، هذا في مخيلة الاخر سيخلق مخاطر مستقبلية ما بعد القضاء على داعش، ايضا قضية مواجهة الجماعات الارهابية فان انتهاء داعش ليس معناه انتهاء العمليات الارهابية، لا بل ستنتقل داعش من عملية السيطرة على الارض الى الحرب الا متماثلة وهي تتشكل من خلال تفخيخ السيارات، خصوصا وان هناك حاضنات اجتماعية وفكرية في كلا من الموصل وديالي والانبار، فما هي القدرات التي تمتلكها الحكومة العراقية لمواجهة هكذا تحديات مستقبلية.

بالإضافة الى ذلك وجود البنادق المنفلتة وهذا الموضوع يختص بالنزاع العشائري الموجود في البصرة والعمارة والناصرية وحتى في بغداد، فكيف تواجهها الدولة وهي الان بصدد تشريع يعنى بالعشائر، التحدي الاخر ان الامر لا يرتبط في زيادة عدد القوات الامنية ولا في تحسين الجهد الاستخباراتي ولا في زيادة السيطرات، فالمشكلة هي في عدم وجود هيكلية امنية واحدة في بغداد هذا يؤدي الى تنافس وتقاطع في المعلومة.

اما الملف الاخر هو اصلاح الجيش والقوات الامنية وفعلا هناك اعادة هيكلة واصلاح للقوات لكن من الاهم ان نعيد النظر بمستوى الانتشار وما هي عقيدة الجيش بعد انتهاء داعش وماذا اعددنا من هيكلة للقوات العسكرية والرتب العسكرية العالية، وهذه التساؤلات هي عبارة عن مجموعة تحديات مطروحة على المشهد العراقي.

ثالثا: البعد الاقتصادي:

وهو بعد معروف فلدينا ازمات اقتصادية في بنية الاقتصاد العراقي وهو اقتصاد ريعي ويعتمد على النفط، والنفط تحكمه مسالتين اسعاره والكميات المصدرة وكلاهما ليس بيد العراق الى جانب ذلك فان الميزانية تعتمد على عوائد النفط، علما ان هناك عجز في الميزانية وهو يقدر ب (18) مليار ونحن فعلا مقبلين على ازمة.

رابعا: البعد الاجتماعي والثقافي:

 الذي يعد حقيقة عنوان غاية في الاهمية خصوصا واننا سنكون امام ازمة اجتماعية وازمة ثقافية في العراق حيث سيبرز اصطلاح الخيانة الاجتماعية، فاليزيدية على سبيل المثال يعتقدون بان المسلمين تخلوا عنهم، وكذلك قضية سبايكر هي ليست قضية امنية فحسب بل هي من مكون واحد ومرتكبي تلك الجريمة من مكون اخر، وفضلا عن ذلك ما تعرض له الاكراد وهذه القضايا بالمجمل ترمز لوجود تفكك اجتماعي واضح، وايضا ما يرتبط بحالات الانتقام في المناطق المحررة الامر الاخر هم اشبال الخلافة وهو اهم خطر سيواجه الحكومة العراقية فهؤلاء اصبحوا متمرسين ومشبعين بالتطرف، ايضا قضية النساء الذين اغتصبن في تلك الحقبة واطفال الذين جاءوا اثر تلك العلاقة، بالإضافة الى ذلك اعادة النازحين وادماجهم بالمجتمع، وايضا ما يتعلق بالمناهج التربوية الخاصة بالتعليم الابتدائي وهي تولد بيئات حاضنة فكرية واجتماعية، لذا لابد ان يقابل الفكر بالفكر وان لا نعتمد فقط على البعد الامني لأنه لا يجدي نفعا.

خامسا: البعد الدولي:

فالعراق هو تقاطع حضاري عربي تركي فارسي، والعراق هو تقاطع مذهبي سني شيعي، والعراق هو تقاطع صراعات قومية ومذهبية ودينية، هذه التقاطعات هي التي تجعل من العراق مركز جذب فمنذ الامبراطوريات الاولى والى الان لابد ان يكون العراق في قلب الاحداث".

 المداخلات:

- الدكتور فارس النصراوي مدير مكتب التيار الوطني للإصلاح " يعتقد ان التحديات قابلة للتضاعف ما لم يتجاوز العراقيون مصنع انتاج تلك التحديات، خصوصا وان جميع القوى السياسية العراقية الى الان هي لا تمتلك رؤية واضحة لبناء المجتمع العراقي، الى جانب فان ازمة الثقة متأتية من اتخاذ قرار من جهة واحدة مع عدم الاستئناس بآراء المجتمع على اعتباره هو القاعدة التي تستند عليها القرارات، اما ما يتعلق بالمعالجات فهي تحتاج لثورة مجتمعية على مستوى البعد الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والثقافي والتربوي والتعليمي، وعلى راسها اصلاح المؤسسة الدينية وبما تحمل من ارث تاريخي مشوهة".

- الدكتور حيدر الى طعمة باحث وأكاديمي، قال "خلال المدة السابقة لاحظنا صعوبة التعايش على اقل تقدير بين الطبقة السياسية الحاكمة فلذلك هل ممكن ان يكون تقسيم العراق الى ثلاث فدراليات تحديدا هو حل للكثير من المشاكل التي يعاني منها الاقتصاد العراقي والوضع السياسي".

- حامد عبد الحسين خضير باحث في مركز الفرات للتنمية والدراسات الستراتيجية "يرى ليس هناك ثمة امل في ظل التحديات التي طرحها الورقة، وعلى هذا الاساس يستفسر عن ماهية الحلول المطروحة لتجاوز تلك المرحلة، الشيء الاخر ان الجيو-استراتيجية تعتمد على قضتين مركزيتين التي يتمتع بها العراق وهي الموقع الاستراتيجي الذي يربط الغرب بالشرق والموارد الاقتصادية، وهاتان النقطتان سوف تولد مطامع لدى الدول سواء كانت غربية او الدول المجاورة، فايران تريد ان تنفذ مشروعها المذهبي وتطبقه على العراق في حين الدول الغربية وعلى راسها الولايات المتحدة تريد السيطرة على منابع النفط وهذا ايضا تحدي مهم فكيف يتم معالجة؟".

- حمد جاسم حمد باحث في مركز الفرات " يعتقد ان المشكلة الاهم والابرز هو النفوذ الاقليمي في العراق وهو السبب الاساسي الذي اوجد الاقتتال والصدام والطائفي، فهل النفوذ الامريكي في العراق يعتبر هو الحل الامثل للعراق من اجل بناء الدولة وانهاء النفوذ الإقليمي؟".

- ميثاق مناحي باحث في مركز الدراسات الستراتيجية جامعة كربلاء "يسأل في إطار التحديات الداخلية بالإضافة الى التحديات الدولية ما هي آلية صانع القرار للتوفيق بينها، لاسيما ومع وجود التنافس الايراني السعودي والصراع الامريكي الإيراني؟".

- الدكتور سعدي الابراهيم باحث في مركز الدراسات الستراتيجية جامعة كربلاء "يرى ان الورقة ركزت على الابعاد الستراتيجية فقط وليس الجيواستراتيجية، خاصة وان الازمات التي طرحت هي قديمة ومنذ تشكيل الدولة العراقية، الى جانب ذلك فان موضوع ما بعد داعش اخذ حيزا من النقاش اكبر مما يستحق، وان المرحلة الاصعب والاعقد هي داعش وقد تم تجاوزها وان كل الازمات تتلخص بأزمة واحدة وهي أزمة الهوية الوطنية العراقية؟، وان حل مشكلة العراق هي في العواصم الاخرى في طهران في الرياض في الدوحة في واشنطن، وبالتالي علينا ان نفهم ما يريدون على امل ان تصب تلك التفاهمات في مصلحة الواقع العراقي".

- عدنان الصالحي مدير مركز المستقبل للدراسات الستراتيجية "لا أتهم دول الجوار الاقليمي والدولي فالكل يبحث عن مصالحة الخاصة، المشكلة تتركز حول قيادات البلد السياسية وهم يمتلكون نصيب عالي من ضياع الفرص، فالان لدينا فرصة جديدة وهي البندقية المنتصرة سواء للقوات الامنية او للحشد الشعبي، وهي تمثل ظاهرة جديدة فالبلد في ازمة مالية وازمة امنية استطاع ان يعبر هذه الازمة فعلينا ان نتحدث مع دول الجوار بلسان اقوى، وان نستثمر الدعم الشعبي والسياسي والعسكري والاقتصادي وحتى الدعم المرجعي من اجل تعزيز الوضع العراقي، فالمشكلة الاصل هي في عدم استثمار طاقات البلد من قبل السياسيين، وعليهم قراءة التاريخ من جديد وان مد جسور الثقة مع المواطن ليست صعبة اذا ما توفرت النوايا والضمائر المخلصة".

- الدكتور عمران الكركوشي من قسم الإعلام في جامعة كربلاء "يدعو الى عدم اغفال التدخل الالهي وايضا ضرورة الضغط على السياسي العراقي من اجل الاستماع الى الوعي الأكاديمي، ورفض المشاريع السياسية التي لا تستند على اساس سليمة".

- الاستاذ علي صالح الطالقاني مدير مؤسسة النبأ للثقافة والاعلام ورئيس تحرير صحيفة المختار، قال "ان الورقة لم تذكر دور تركيا أو إيران او روسيا او امريكا وهي دول فاعلة على الساحة العراقية، المشاكل الجيوسياسية التي لم تدون هي غياب مفهوم الديمقراطية والاقصاء والتهميش ما بين المكونات، وهذا عامل كبير ويضاف اليه ايضا عدم احترام الرأي والرأي الاخر وعدم الايمان بمبدأ الاختلاف وهي من اوجدت الحواجز حتى النفسية. فإلى اليوم منطقتنا تعاني من تقسيمات سايكس بيكو وهي تضغط وبقوة داخل العراق، وبالتالي لابد ان يكون هناك تناغم وتنسيق ما بين المكونات هذا على المستوى الداخلي، الوصول الى نقطة اقتران من اجل بلوغ هدف استراتيجي متكافئ يصل على المستوى الخارجي الى مبادرات اقليمية يكون فيها العراق بشكل فاعل موثر، والنقطة الاخيرة على العراق ان يكثف جهوده اتجاه نشاط معين دبلوماسي او نشاط أمنى، وإلى الان الدبلوماسية العراقية تشكو من ضعف كبير وحتى السياسة الخارجية لم تكن واضحة".

التعليقات على المداخلات

واخيرا رد الدكتور عادل البديوي بان الورقة وما جاء فيها هي تمثل رؤية تصف الواقع بتحدياته المقبلة، لكن ايضا لابد ان يكون هناك مسعى جاد حول ما نبنيه فلا نستطيع ان نستبعد القيادة السياسية، وهي جزء من اختيارات الشعب وعلى هذا الاساس من الضروري ان تكون الخطوة الاولى هي الوعي الشعبي والجماهيري، اما الخطوة التالية فتتركز حول النخبة التي تستطيع ان تصنع وعي مستدام. فعلا نحن نفتقد للرؤية خصوصا وان هيكليتنا الاجتماعية والثقافية ترفض الانصياع او التماشي مع الديمقراطية، اما موضوعات الفدراليات فاللاعب الابرز هو السياق التاريخي والاجتماعي الذي يفرض دوره، اما ما يتعلق بالحلول فهناك الكثير من القراءات التي توصلنا اليها لكنها تبقى حبر على ورقة، والنفوذ الاقليمي شكل مناخ طارد للمصالح العراقية لاسيما على مستوى اختيار الحليف المناسب للعراق.

 أخيرا، وفيما يتعلق ان اليات التوفيق بين التحديات الداخلية والتهديدات الخارجية، فان التحديات الداخلية امتداداتها خارجية والتحديات الخارجية عمقها داخلي، فاذا لم يوجد لدينا رؤية سياسية تتناول كل هذه التحديات بروح المسؤولية الوطنية لن توجد ضمانات اننا سنصل الى حلول".

اضف تعليق