q
إسلاميات - المرجع الشيرازي

التخطيط الاستراتيجي

موضوع كلمة الجلسة الفكرية العاشرة لنجل سماحة المرجع الشيرازي

في العاشر من شهر جمادى الثانية 1438للهجرة (9/3/2017م). أقيمت الجلسة العلمية الفكرية العاشرة مع كلمة نجل المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، حجّة الإسلام والمسلمين السيد حسين الشيرازي، وذلك في مكتب سماحة المرجع الشيرازي دام ظله مدينة قم المقدّسة.

حضر في هذه الجلسة العلماء والفضلاء من مكتب سماحة المرجع الشيرازي دام ظله وطلبة الحوزة العلمية، والشخصيات الاجتماعية والثقافية والإعلامية.

تناول نجل سماحة المرجع الشيرازي دام ظله في هذه الجلسة موضوع: التخطيط الاستراتيجي. حيث بدأ فضيلته كلمته باستشهاده بعدد من الآيات القرآنية الكريمة، وبالروايات الشريفة. وإليكم رؤوس نقاط هذه الكلمة القيّمة:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على محمّد وعترته الطاهرين، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين.

قال تبارك وتعالى: «قل هل ننبئكم بالأخسرين اعمالاً * الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً» سورة الكهف / 103 ـ 104

ـ التخطيط عملية:

 1) عقيمة 2) باهظة الثمن والتكلفة 3) مربكة لكل قطاعات المؤسسة 4) هدّارة للطاقات والموارد البشرية والمنابع المالية 5) غفّالة عن القيم والاخلاقيات.

ـ الحديث عن «التخطيط الاستراتيجي» يتم ضمن خمس عناوين رئيسيّة: 1) التعريف 2) الأهميّة والقيمة 3) الماهيّة والحقيقة 4) النماذج المشهورة 5) الإخفاق الهائل.

ـ العنوان الأول: التعريف، له أهمية بالغة لفهم الحقيقة، وقد ذكروا تعاريف كثيرة للتخطيط الاستراتيجي، أهمها كما يلي:

1) منهج انساني للعمل، يهدف إلى اتخاذ القرارات في الحاضر ليكون لها تأثيراً في المستقبل؛

2) المواءمة بين ما هو مطلوب وما هو مُتاح؛

3) تعبئة وتنسيق وتوجيه 1. الموارد 2. الطاقات 3. القوي البشريّة، لتحقيق: أ. اهداف معيّنة ب. في فترة زمنيّة محددة؛

4) التفكير الذي يسبق التنفيذ؛

5) جُهدٌ منظم ومنسّق ذهني، يهدف إلى تحقيق اقصى منفعة بأقل التكاليف ويرتبط بكل المجالات والقطاعات والأقسام؛

6) خطوات لا خطوة واحدة.

ـ العنوان الثاني: الأهمية والقيمة:

1) العمل بلا تخطيط هو نوع من انواع اللعب والعبث وتضييع الوقت والمال والطاقات والامكانات، بل وكل شيء، فان تعريف «اللعب»: انه كل عمل لا يُقصد منه إلاّ ذاته ونفسه، فاذا لم يكن الجهد المبذول، ضمن خطّة مستقبلية، فانه لا محالة يتحول إلى مصداق اللعب؛

2) العمل بلا تخطيط، عيش تحت رحمة الصِدف والحوادث؛

3) التخطيط، هو أول عناصر الإدارة وأشرفها؛

4) في أغلب دول العالم تقرر وزارة للتخطيط وترصد لها ميزانية هائلة وتعتبر من أهم الوزارات السيّاديّة في الدولة.

ـ العنوان الثالث: الماهيّة والحقيقة:

1) تحديد الأهداف المقصودة؛

2) رسم خط السير اليها؛

3) تحديد وسائل السير؛

4) تحديد المستجدات والاحتمالات والتطورات التي يمكن أن تحدث وتعترض الطريق؛

5) وضع الخطط البديلة وطريقه التعامل مع المستجدات والطوارئ؛

6) تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب واقل قدر ممكن من الخسائر؛

7) التناسق والانسجام بين الأهداف؛

8) الوضوح لدى المجموعة وافراد المؤسسة والمنظمة؛

9) الواقعيّة في الأهداف التي يُرمى اليها بحيث تكون ممكنة ومقدورة؛

10) المشروعية في الأهداف بحيث تتوافق مع المبادئ والقيم والمُثُل.

ـ العنوان الرابع: النماذج المشهورة خمسة: 1) سوات 2) فايفر 3) طريقة قياس الاداء PMSP 4) طريقة تحديد الأهداف MOB 5) طريقة تحديد المسار وقياس الاحتمالات.

ـ النموذج الأول: تخطيط «سوات»: انه نموذج قديم اخترعته جامعة «هارفارد» عام 1942م وهو في الحقيقة ليس عنصر تخطيطي بل هو عنصر تحليلي، لكنه يعتبر اشهر نماذج التخطيط الاستراتيجي على الإطلاق بحيث يشكل حوالي 90% مما يكتب ويوضع عليه التخطيطات الاستراتيجية في العالم، مع اعتراف خبراء التخطيط بانه فاشل اكثر من 70%.

ـ خطوات هذه الخطة الاستراتيجية تعتمد على تحليل أربعة عناصر وهي: 1) نقاط القوة 2) نقاط الضعف 3) الفرص المتاحة 4) المخاطر والتهديدات المتوقعة.

ـ تحويل هذه العناصر الأربعة الى أهداف، يشكل «التخطيط التشغيلي» يعني تحويل نقاط القوة إلى هدف، وهكذا تحويل علاج نقاط الضعف إلى هدف وتحويل استغلال الفرص.

ـ النموذج الثاني: تخطيط «فايفر»: وهو من اكبر خبراء الادارة وله مؤلفات كثيرة في مجال الادارة، واشهرها كتاب «التخطيط الاستراتيجي العملي».

ـ يعتمد هذا النموذج على عشر خطوات رئيسية، وهي كالتالي:

1) تشكيل فريق التخطيط بحيث يشمل الافراد التالية: 1. رئيس الفريق متخصص في التخطيط 2. متخصص في صميم العمل 3. متخصص في (المال) ادارة الميزانية والتبرعات والمساهمات 4. متخصص في الرعاية والتسويق 5. متخصص في الموارد البشريّة من الموظفين وخبراتهم وكفاءاتهم ونزعاتهم 6. متخصص في التقنية والتكنولوجيا.

2) تحديد القيم والمبادئ (الرئيسية والفرعية) كالشفافية والجودة.

3) الرؤية: وهي الخيال والصورة الذهنية لمستقبل المؤسسة.

4) الرسالة: وهي جملة تلخص أمرين: 1. من نحن؟ 2. ماذا نريد، وهي عنوان لمجرد الفخر والوجاهة.

5) تحديد مجالات العمل، وهو المحور الذي يشمل: 1. الخدمات 2. المنتجات.

6) تحديد وحدات العمل، وهي الأقسام المستقلّة في المؤسسة والتي يمكنها أن تستقّل.

7) تحديد الهدف بحدّه الأدنى لكل من الأقسام والمجالات.

8) تحليل الفجوات والمقارنة بين الواقع الحالي مع الأهداف المرسومة.

9) تنفيذ الخطّة والبحث عن كل ما يرتبط بالتنفيذ، كتحصيل اعتماد القيادة وشرح الخطة لأعضاء الوحدات والاقسام.

10) تحويل العناصر إلى أهداف (كما سبق).

ـ النموذج الثالث: طريقة قياس الأداء: وهي مقارنة أداء المؤسسة مع سائر المؤسسات من حيث تحقيق الارباح والمكاسب أو الخسائر وليست المقارنة بتاريخ المؤسسة.

ـ النموذج الرابع: طريقة تحديد الأهداف: وهي أربع خطوات رئيسية: 1) الاعداد والتجهيز 2) اتخاذ القرار 3) التعميم وابلاغ القيادة والقاعدة 4) السيطرة والتحكم.

ـ النموذج الخامس: طريقة تحديد المسار: وهي رسم شجرة بأغصانها المتفرعة الاحتمالات التي تواجه العمل وتعترض الطريق (الاحتمالات الرئيسية والفرعية) وتحديد نسبة الحدوث.

ـ العنوان الخامس: الإخفاق المُهلك: «التخطيط الاستراتيجي» بطبيعة الحال وبلحاظ شرف موضوعه واهمية آثاره والطاقات الهائلة التي ترصد له والميزانية الكبيرة التي تصرف عليه يجب ان يكون بالغ التأثير والنتائج، لكن خبراء علم الادارة وبالاجماع يقللون من شأن «التخطيط الاستراتيجي» دائماً وبشكل كبير، فيقولون: انه مجرد (اداة) تؤثر تأثيراً طفيفا على (الاداء) وبنسبة 30% فقط في أفضل الفروض، ويصرحون بان مثلاً «تخطيط سوات» يشكل نحو 90% من التخطيطات التي تكتب في العالم لكنه فاشل في اكثر من 70% من موارده، فالمبالغات المطروحة في تأثيره مثلاً ألف بالمائة أو مليون بالمائة، من خفة العقل والعيش في الأوهام والانحياز إلى العواطف والاحاسيس.

ـ أقول: لا يوجد في جميع المباحث المتعلقة بـ «التخطيط الاستراتيجي» عين ولا أثر عن ثلاثة عناوين: 1. المبادئ والقيم المعنوية 2. الاخلاقيات 3. الانسان وصنع الانسانية.

اضف تعليق