q

العلاقات بين روسيا والغرب عموماً والولايات المتحدة خصوصاً كما يرى الكثير من المراقبين تشهد اليوم تطورات مهمة وحساسة، بسبب اتساع رقعة المنافسة الصراعات العالمية بين هذه الدول من اجل تأمين مصالحها الخاصة، وهو ما قد يسهم بخلق ازمات ومشكلات خطيرة خصوصا بعد ان سعت موسكو الى اعادة ترتيب اورقها من خلال اعتماد خطط وتحركات سياسية وعسكرية واقتصادية جديدة، وبناء تحالفات واسعة مع بعض الدول المهمة من اجل استعادة دورها السابق كقوة عالمية مؤثرة كما كانت عليه قبل تفكك الاتحاد السوفييتي السابق، الامر الذي اثار مخاوف وقلق الخصوم ودفعهم الى اتخاذ اجراءات مضادة، قد تكون سببا في ادخال العالم في حرب باردة جديدة، وهو ما اكده بشكل واضح رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف الذي قال ،ان العلاقات الروسية الغربية دخلت في حرب باردة جديد". واكد مدفيديف يمكن قول الامور بشكل اوضح، انزلقنا الى مرحلة حرب باردة جديدة. واضاف ان ما تبقى هو سياسة غير ودية ومغلقة برأينا، لحلف شمال الاطلسي حيال روسيا.

من جانب اخر قال مدير الاستخبارات الوطنية الاميركية جيمس كلابر ان روسيا تنتابها حالة من الارتياب بشان حلف شمال الاطلسي محذرا من ان جهودها لتكون ندا للقوة الاميركية قد تدفعها الى حرب باردة جديدة. واضاف كلابر امام اعضاء لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ ان الروس قلقون بشكل كبير من (احتمال) احتوائهم. واوضح ان روسيا قلقة حيال ان يؤدي نصب شبكة دفاع صاروخي في اوروبا الى ابطال التهديد الذي تمثله ترسانتها النووية على الغرب.

واضاف اعتقد ان الروس يشعرون بالارتياب الكبير بشان حلف شمال الاطلسي (...) ولذا، فان الكثير من الامور العدائية التي يفتعلونها لاسباب عديدة بينها وضع الدولة العظمى وخلق صورة الند للولايات المتحدة، يمكن ان تستمر، ويمكن ان ندخل في دوامة تشبه حرب باردة جديدة. وتشهد العلاقات بين موسكو وواشنطن توترا وسط خلافات بشان توسع الحلف الاطلسي في شرق اوروبا والتدخل العسكري الروسي في سوريا واوكرانيا. الى جانب ذلك تزايدت الإتهامات المتبادل بين موسكو وواشنطن، والصراع الداخلي بين كلينتون وترامب، بشأن قضية قرصنة واختراق أجهزة الكمبيوتر الخاصة باللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي، وما تبعها من تطورات حيث اكد البعض أن روسيا تستغل فترة الانتخابات والصراعات الأميركية الداخلية، من اجل الوصول الى هدفها الاساسي وهو اضعاف الولايات المتحدة الامريكية من خلال اتباع سياسة التقسيم واثارة المشكلات بين المرشحين، لا سيما أن بوتن أشاد مرارا بترامب الذي رد بالمثل، وأطلق تصريحات بشأن الالتزام الأمريكي تجاه الناتو لاقت صدى جيدا في روسيا، التي نفت الاتهامات الأمريكية بخصوص ضلوعها في عملية قرصنة البريد الاليكتروني للمرشحة الجمهورية للانتخابات الرئاسية هيلاري كلينتون للتأثير على حملتها، وترجيح كفة المرشح الجمهوري دونالد ترامب.

اتهامات وتحذيرات

وفي هذا الشأن قال مسؤولون أمريكيون إن على الرئيس باراك أوباما أن يزن بكل دقة كيفية الرد على ما يعتقد خبراء أمنيون أنه تورط موسكو في اختراق مؤسسات الحزب الديمقراطي إلكترونيا خشية إطلاق شرارة مواجهة عالمية مع روسيا. وقال مسؤولون بأجهزة الاستخبارات الأمريكية إن توجيه إصبع الاتهام علانية لأجهزة المخابرات الروسية سيفرض ضغوطا فورية على واشنطن للكشف عما لديها من أدلة وهو ما تعتمد فيه على مصادر ووسائل غاية في السرية.

وأحد الخيارات المتاحة أمام واشنطن هو الرد بالمثل على روسيا عبر الشبكات الالكترونية. غير أن المسؤولين في الاستخبارات قالوا إنهم يخشون أن يحدث تصعيد سريع من الممكن أن تستخدم فيه موسكو إمكانيات متطورة لمهاجمة شبكات الكهرباء والنظم المالية وغيرها من وسائل البنية التحتية الحيوية. كذلك فإن واشنطن تعمل مع روسيا من خلال الوسائل الدبلوماسية في المحاولة التي يبذلها وزير الخارجية جون كيري لضمان مساعدة موسكو في إنهاء الحرب الأهلية السورية والحفاظ على استمرار الاتفاق النووي مع إيران وكذلك فيما يتعلق بالتوترات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي بشأن أوكرانيا وشرق أوروبا.

وقال مسؤول استخبارات اشترط عدم الكشف عن هويته لحساسية الموضوع "رغم شناعة التدخل في انتخابات ديمقراطية فإن ثمن الخروج على الملأ وإعلان أن الروس فعلوا ذلك سيتجاوز الفوائد بكثير هذا إذا كانت هناك أي فوائد." وقد نفت روسيا مسؤوليتها عن اختراق البريد الالكتروني للجنة الوطنية للحزب الديمقراطي. كما تم اختراق شبكة كمبيوتر تستخدمها الحملة الانتخابية للمرشحة الرئاسية الديمقراطية هيلاري كلينتون ولجنة جمع التبرعات في الحزب الديمقراطي لصالح مرشحيه لعضوية مجلس النواب في الانتخابات التي تجري في الثامن من نوفمبر تشرين الثاني.

ومع ذلك يطالب مسؤولون آخرون حاليون وسابقون برد صارم ويقولون إن ما حدث من اختراق الكتروني هو أحدث حلقة في سلسلة من الخطوات العدائية من جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منها ضم روسيا لشبه جزيرة القرم والتدخل العسكري لإنقاذ الرئيس السوري بشار الأسد وتمويل جماعات يمينية ومناهضة للاتحاد الأوروبي في أوروبا. وقال جيسون هيلي خبير الأمن الالكتروني بجامعة كولومبيا في منتدى سنوي عن الأمن عقد في أسبن بولاية كولورادو إن الروس سلكوا مسلكا عدوانيا في الفضاء الالكتروني. وأضاف أن الرئيس بحاجة لرد يوجه من خلاله تحذيرا للجانب الروسي.

وقال مسؤولو الاستخبارات وخبراء الشبكات إن الاختراقات في حد ذاتها ليست غريبة. فأجهزة التجسس الأمريكية تباشر عمليات تجسس إلكتروني مماثلة خارج حدود الولايات المتحدة. وقالوا إن ما يجعل الاختراق الأخير تغييرا لقواعد اللعبة هو نشر الرسائل الالكترونية للجنة الوطنية للحزب الديمقراطي على الملأ عن طريق موقع ويكيليكس في محاولة واضحة للتأثير على الانتخابات.

وقال مسؤولون حكوميون وحزبيون إنهم ليس لديهم أي أدلة على أن موقع ويكيليكس تسلم الرسائل المخترقة من الروس مباشرة أو أن الروس تدخلوا في توجيه نشر الرسائل على ويكيليكس. ووجهت شعبة الأمن الوطني بوزارة العدل التي تتولى الإشراف على التحقيق الاتهام علانية لخصوم الولايات المتحدة. وكانت الحكومة الأمريكية اتهمت كوريا الشمالية بتنفيذ هجوم مخرب على شركة سوني بيكتشرز وفي عام 2014 وجهت اتهامات رسمية لخمسة أفراد من الجيش الصيني تتعلق بعمليات اختراق الكتروني وتجسس اقتصادي. بحسب رويترز.

ومن بين خصوم الولايات المتحدة الذين يملكون قدرات كبيرة في المجال الالكتروني لم توجه وزارة العدل الاتهام للحكومة الروسية. وتعد إيران إحدى هذه الدول. وقالت ليزا موناكو مستشارة أوباما للأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب إن الحكومة طورت قائمة "لأفضل الممارسات" للتحقيق في الهجمات الالكترونية والبت في إعلان النتائج على الملأ. وقالت في منتدى أسبن أيضا إن محققي مكتب التحقيقات الاتحادي في حالة شركة سوني كان لديهم ثقة كبيرة أن كوريا الشمالية هي المسؤولة عن الاختراق. واعتبر ذلك الاختراق تخريبيا لأنه كان ردا على فيلم يهزأ بالزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون.

وهذه ليست المرة الاولى التي تتهم فيها موسكو بالسعي الى التاثير على السياسة الداخلية في دول غربية. ففي حزيران/يونيو وخلال الحملة للاستفتاء حول خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي، اعتبر رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون ايضا ان بوتين "سيكون راضيا" في حال فوز مؤيدي الخروج. ثم رد الرئيس الروسي لاحقا معتبرا ان قرار خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي "هو خيار المواطنين البريطانيين" وانه لا يعود لروسيا التدخل في هذا الخيار وهي لن تقوم بذلك.

كما يواجه الكرملين اتهامات بانتظام بتمويل او دعم احزاب سياسية شعبوية او من اليمين المتطرف في اوروبا عموما مؤيدة لسياسة بوتين عبر معارضة ما تصفه بالامبريالية الاميركية. وكان مسؤولون في الحزب الديموقراطي اتهموا روسيا بعد نشر عشرين الف رسالة الكترونية تم الحصول عليها باختراق حسابات سبعة من قادته، بالسعي الى التأثير على الحملة الانتخابية الاميركية لترجيح الكفة لصالح ترامب عبر تسريب هذه الوثائق. واثار نشر الرسائل غضب فريق حملة كلينتون الذي شن هجوما مضادا متهما موسكو بالوقوف وراء تسريب الرسائل من خلال قراصنة يشتبه بارتباطهم بالسلطات الروسية.

ويشتبه الديموقراطيون بان موسكو سعت ايضا الى التأثير على الحملة الانتخابية الاميركية لمصلحة ترامب بتسريب رسائل الكترونية مربكة للمرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون. لكن الخبراء يقولون ان اثبات التورط الروسي سيكون صعبا. وقال مؤسس موقع ويكيليس جوليان اسانج في مقابلة بثتها شبكة "ان بي سي" الاميركية "ليس هناك اي دليل" لدعم هذه الاتهامات.

الكرملين ينفي

الى جانب ذلك نفى الكرملين اي تدخل في حملة الانتخابات الرئاسية الاميركية ردا على تصريحات الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي لم يستبعد في مقابلة صحافية احتمال محاولة روسيا التاثير على الانتخابات لصالح المرشح الجمهوري دونالد ترامب. وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف ردا على سؤال حول التصريحات التي ادلى بها اوباما لشبكة "ان بي سي" ان "الرئيس بوتين قال عدة مرات ان روسيا لم تتدخل ابدا ولن تتدخل في الشؤون الداخلية (لدولة ما)، وخصوصا في العملية الانتخابية لدول اخرى".

واضاف بيسكوف "اذا كانت هناك رغبة في الحديث عن شبهات ضد دولة اخرى، فيجب على الاقل ان تكون الامور ملموسة وبناءة" مؤكدا ان موسكو "حريصة على تجنب اي عمل او اي كلمة يمكن ان تعتبر تدخلا مباشرا او غير مباشر في الحملة الانتخابية". وياتي توضيح الكرملين بعد تصريحات ادلى بها الرئيس الاميركي لشبكة "ان بي سي نيوز" الاميركية واعتبر فيها انه من "الممكن" ان تكون روسيا حاولت التاثير على حملة الانتخابات الرئاسية الاميركية لصالح ترامب.

وردا على سؤال حول ما اذا كانت الحكومة الاميركية ذهبت بعيدا في اتهامها روسيا بتسريب رسائل الكترونية للجنة الوطنية الديموقراطية، قال اوباما ان "كل شئ ممكن". واضاف ان مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) يواصل التحقيق في عملية التسريب التي كشفت انحياز مسؤولي الحزب الواضح لهيلاري كلينتون في مواجهة خصمها بيرني ساندرز. واربكت التسريبات الديموقراطيين خلال مؤتمرهم في فيلالدفيا. وقالت حملة كلينتون ان خبراء بالانترنت قالوا ان روسيا تتحمل مسؤولية في ذلك وهدفها مساعدة المرشح الجمهوري. وقال اوباما انه لا يستطيع ان يقول شيئا عن الدوافع الدقيقة ولا عن عملية تسريب الرسائل لكنه على علم بتعليقات سابقة لترامب بشأن روسيا. واضاف ان "دونالد ترامب عبر مرارا عن اعجابه بفلاديمير بوتين". واضاف "واعتقد ان ترامب حصل على تغطية مؤيدة له من روسيا في المقابل". وتابع الرئيس الاميركي ان "ما نعرفه هو ان الروس يقومون بقرصنة نظامنا. ليس انظمة للحكومة فقط بل الانظمة الخاصة ايضا". بحسب فرانس برس.

من جهته، تطرق الرئيس فلاديمير بوتين مرتين خلال احاديث الى دونالد ترامب. وفيما وصلت العلاقات بين واشنطن وموسكو الى ادنى مستوياتها منذ انتهاء الحرب الباردة في 1991، اشاد في خطاب القاه في حزيران/يونيو برغبة ترامب في اعادة العلاقات بالكامل بين موسكو وواشنطن. وقال انذاك "لكننا لن نتدخل ابدا في العمليات السياسية الداخلية لدول اخرى وخصوصا في الولايات المتحدة. سنعمل مع اي رئيس ينتخبه الشعب الاميركي". وفي نهاية كانون الاول/ديسمبر وصف بوتين الملياردير الاميركي بانه "رجل لامع وموهوب جدا".

كلينتون وترامب

من جانب اخر انتقدت المرشحة الديموقراطية الى الرئاسة الاميركية هيلاري كلينتون خصمها الجمهوري دونالد ترامب على "ولائه المطلق" لاهداف السياسة الروسية معتبرة انه يطرح "اشكاليات على مستوى الامن القومي" ويثير شكوكا جديدة حول طباعه. غير ان ترامب رد عليها بنبرة تحد مؤكدا انه "لا علاقة" بينه وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ولم يلتق به ولا حادثه هاتفيا لكن "اذا اتفقت بلادنا مع روسيا، فسيكون ذلك امرا عظيما".

وقال في مقابلة على شبكة "ايه بي سي" انه لن يرفض وصف بوتين له بانه "عبقري"، ولو ان ناطقين بالروسية اشاروا الى ان عبارة "غير معهود" تفي اكثر بمعنى كلمة بوتين. لكن في اذكاء اضافي للجدل اضاف ترامب انه في حال انتخب رئيسا فسينظر على الاقل في امكانية الاعتراف بالسيادة التي تؤكدها روسيا على القرم، شبه الجزيرة الاوكرانية التي ضمتها روسيا في 2014 وسط ادانات دولية واسعة. وقال ترامب ان "شعب القرم، على ما سمعت، يفضل ان يكون مع روسيا".

ودار حوار مثير للعجب بين ترامب ومقدم برنامج "ذس ويك" على "ايه بي اس" جورج ستيفانوبولوس بهذا الشأن. وقال ترامب ان بوتين "لن يدخل اوكرانيا، حسنا، عليك فهم ذلك"، وتابع مشددا "لن يدخل الى اوكرانيا، اتفقنا؟ يمكنك ان تدون ذلك، يمكنك ان تكون متاكدا من ذلك". رد عليه ستيفانوبولوس "في الواقع، انه موجود هناك، اليس كذلك؟" واجاب ترامب "حسنا، انه هناك بطريقة ما. لكنني انا لست هناك". واعتبر كبير مستشاري كلينتون السياسيين جيك ساليفان تصريح ترامب "مخيفا". وتساءل في بيان "عم يتكلم؟ ماذا يجهل غير ذلك؟" مضيفا ان "ترامب الذي لا يدري وقائع اساسية بشأن العالم، يتقن النقاط الرئيسية التي يعتمدها بوتين بشأن القرم". كما اضاف ترامب انه ليس ضالعا في تخفيف الجمهوريين نبرتهم لسحب دعوة لتزويد اوكرانيا باسلحة قاتلة.

ويندرج الجدل بشأن روسيا في اطار خلاف اوسع حول تدخل الولايات المتحدة في الخارج، مع تاكيد ترامب ان اميركا التي ضعفت قوتها يجب ان تنسحب وتطلب مساهمات اكبر من حلفائها، فيما تؤكد كلينتون على ضرورة احترام التزامات الولايات المتحدة القائمة منذ عقود مع شركائها الاجانب. واتى رد كلينتون عبر "فوكس نيوز سنداي" بشأن ضلوع روسيا في عملية تسريب رسائل الكترونية تخص الحزب الديموقراطي احرجتها عشية انطلاق المؤتمر العام للحزب الديموقراطي الذي رشحها رسميا.

في اثناء المؤتمر حث ترامب روسيا على العثور على الاف الرسائل الالكترونية التي اختفت من خوادم كلينتون الخاصة فيما كانت وزيرة للخارجية، ونشرها. وقال ترامب وقتها "روسيا، ان كنتم تسمعونني آمل ان تكونوا قادرين على العثور على الرسائل الالكترونية الـ30 الفا المفقودة. اعتقد انكم ستلقون مكافأة كبرى من صحافتنا". واثار هذا النداء غير المسبوق في سياسات الرئاسة الاميركية انتقادات حادة من الديموقراطيين وعدد من الجمهوريين.

كما قال خبراء اميركيون في الامن المعلوماتي انه يثير تساؤلات عما ان كانت روسيا حاولت التاثير على الحملة الانتخابية الاميركية لصالح ترامب. واعتبرت كلينتون ان ما يبدو تشجيعا من ترامب للقرصنة الروسية "يثير اشكاليات بشأن التاثير الروسي في انتخاباتنا" على ما قالت لقناة فوكس. "كما ان اقدام ترامب على تشجيع ذلك والاشادة في الوقت نفسه ببوتين رغم من يبدو انه جهد متعمد للتاثير على الانتخابات، يطرح على ما اعتقد اشكاليات على مستوى الامن القومي".

وعندما اشار مقدم برنامج الى قول ترامب انه كان يتهكم في ندائه الى روسيا، اجابت كلينتون "اذا نظرت الى تشجيع الروس على قرصنة حسابات بريد الكتروني، والى اشادته المفرطة ببوتين، والى ولائه المطلق لكثير من الاهداف الروسية على مستوى السياسة الخارجية" فكل ذلك يشير الى انه "ليس اهلا من حيث طباعه ليكون رئيسا وقائدا اعلى للقوات المسلحة". وفي وقت سابق اثار ترامب توتر دول في الحلف الاطلسي اذ شكك في التزام بلاده منذ امد طويل الدفاع عن اي بلد في الحلف ان تعرض لهجوم روسي.

فقبل المؤتمر الوطني الجمهوري قال ترامب في مقابلة مع "نيو يورك تايمز" انه في حال هاجمت روسيا بلدا في الحلف فلن يساعده الا اذا راى انه "اتم واجباته تجاهنا". كما قال انه قد يسحب القوات الاميركية من دول اوروبا واسيا ان لم تدفع مزيدا من المال مقابل الحماية الاميركية. وقال للصحيفة "سوف نعتني بهذا البلد اولا (...) قبل ان نقلق على الاخرين حول العالم".

على صعيد متصل اشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برغبة المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الاميركية دونالد ترامب في اعادة العلاقات بين واشنطن وموسكو في شكل كامل، علما بانها تمر باسوا مرحلة منذ نهاية الحرب الباردة. وصرح بوتين على هامش المنتدى الاقتصادي الدولي في سانت بطرسبورغ "اشيد باستعداد ترامب لاعادة العلاقات بشكل كامل بين روسيا والولايات المتحدة". وتدارك "لكننا لا نتدخل ابدا في العمليات السياسية الداخلية للدول الاخرى، خصوصا في الولايات المتحدة. سنعمل مع الرئيس الذي سينتخبه الشعب الاميركي ايا كان". وكان بوتين اشاد بقطب الاعمال الاميركي في اواخر كانون الاول/ديسمبر قائلا انه "رجل لامع وموهوب". بحسب فرانس برس.

وقال بوتين انذاك ان "ترامب يريد مستوى اخر من العلاقات، علاقات وثيقة واكثر قربا مع روسيا، كيف لا يمكننا الاشادة بذلك؟". وكان ترامب اعلن في تشرين الاول/اكتوبر الماضي انه "على الارجح سيتفق كثيرا مع بوتين". وعزا "جزءا من المشكلة بين اوكرانيا والولايات المتحدة الى كون بوتين لا يحترم الرئيس الاميركي باراك اوباما ابدا". وتدهورت العلاقات بين واشنطن وموسكو بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم الاوكرانية في اذار/مارس 2014، والنزاع المسلح في شرق اوكرانيا بين قوات الحكومة والمتمردين الموالين لموسكو.

اضف تعليق