q
ملفات - تحقيقات

الحياة تحت ظل خلافة عصابات داعش الإرهابية

قمع للحريات، تخريب الآثار، تهجير سكان المدن

تزداد العمليات الإجرامية والفتاوي التكفيرية لعصابات داعش الإرهابية في المناطق التي أستولوا عليها في عدة مدن وقرى في شمال وغرب العراق بحق أبناء تلك المناطق مما أجبر أكثر من العوائل بالهجرة من موطنهم الأصلي والتوجه الى مناطق آمنة للتخلص من تلك العصابات الإجرامية المنافية للأديان السماوية كافة وتعاليمها السمحاء . وتظهر هذه الصورة التي تم تداولها عبر تويتر علامة بشكل حرف (النون) تضعها عصابات داعش على منازل المواطنين غير المرغوب بهم وخصوصا من الطائفة المسيحية والأزيدية في إشارة لكلمة نصارى . فقد أعلن تنظيم داعش الإرهابي إقامة ما يسمى بدولة (الخلافة اللاإسلامية) في شمال سوريا وغرب العراق في 10 حزيران من العام 2014 من خلال المؤامرة المشؤومة من قبل أثيل النجيفي ومسعود البرزاني, حيث باع النجيفي الموصل مقابل حفنة من الدولارات !!! يقابلها إحتلال البرزاني محافظة كركوك ومناطق أخرى عنوة , وسبب ذلك إنهيار تام لهيبة العراق ومستقبله لولا فتوى المرجعية الدينية الرشيدة بالجهاد الكفائي لإنقاذ العراق وحفظ مقدساته بمقاتلة عصابات داعش الإرهابية في كل المناطق التي يتواجد فيها وتحرير المدن المغتصبة , وتم على أثرها تم تشكيل قوات الحشد الشعبي بتشكيل أفواج وكتائب مقاومة إسلامية عسكرية من المتطوعين بعد تدريبهم بشكل جيد ودعمهم بالأسلحة والعتاد والمعدات الأخرى والآليات العسكرية لمساندة القوات الأمنية لمقاتلة العصابات الإجرامية وتحرير المدن المغتصبة وإرجاع العوائل النازحة الى مناطق سكناهم الأصلية.

فقد تحدث مواطنين من مختلف الشرائح الاجتماعية عن قسوة الحياة في ظل وجود عصابات داعش الإجرامية, وكيف تعمل تلك العصابات التكفيرية على قتل وتهجير وسبي النساء وتفجير المراقد الدينية والمساجد والكنائس والأديرة والنصب التذكارية لشخصيات عراقية خلدها التاريخ من أدباء وعلماء ومفكرين, مما حفز الكثير من أبناء العشائر الأصيلة بالقيام بدورها بحماية مناطقها السكنية بمنع هذا التنظيم الإرهابي من تأسيس موطئ قدم له في المناطق التي يدّعي السيطرة عليها.

وهناك منظمات حقوق الإنسان (مجتمع مدني) سجلت إعتداءات لداعش على العراقيات وسجهن في قتال العراقيين وتزويجهم بطريقة جهاد النكاح غير الشرعي كون هؤلاء الدواعش المجرمين غير عراقيين ولا يفهمون تعاليم الدين الإسلامي بتاتا ! بل جاءوا الى العراق بحجة الجهاد فقط وقتل الشعب العراقي وتخريب بنيته التحتية مقابل ثمن بخس يقدم لهم من دول إرهابية أمثال السعودية وقويطر وتركيا والأردن وهو تنفيذ مخطط إسرائيلي لتقسيم العراق وتأمين مصالحها , كون عصابات داعش هي صنيعة يهودية بحتة ! .

ومن جهة أخرى غادرت آلاف من العوائل العراقية من مختلف الأديان منازلها في عدة مدن عراقية ومنها من محافظة الموصل، إثر الإنذار الذي أطلقه عصابات داعش الإرهابية، والذي يوجب عليهم إشهار إسلامهم أو دفع جزية أو مغادرة المدينة أو مواجهة مصير الموت المحتم .

وتناقلت وسائل التواصل الإجتماعي صورا تظهر منازل المسيحيين وطوائف أخرى عراقيين وقد تم تأشيرها بحرف النون في دلالة على كلمة (نصارى) وأن عناصر تنظيم داعش هي من وضعتها بعد إعلان الإنذار.

وأكد مواطنون نازحون من مدينة الموصل الى محافظة بابل إن هذا الإنذار يأتي في أعقاب تنفيذ داعش المجرمة لعدة جرائم في مدينة الموصل التابعة لمحافظة نينوى والمناطق الأخرى الواقعة تحت سيطرتها.

ويقول المهجر (أحمد سعيد ) من الموصل إنه بعد إستيلاء داعش على مدينة الموصل منتصف شهر حزيران عام 2014 ، بدأت عناصر هذه العصابة الإجرامية المدفوعة الثمن والتسليح من السعودية وقطر وإسرائيل وتركيا بحملة منظمة لهدم قبور وأضرحة تضم رفات أنبياء وشيوخ وعلماء يجلهم أبناء المذهبين السني والشيعي، إضافة إلى دور عبادة لأقليات غير مسلمة تعيش في المدينة منذ مئات السنين .

ووفقا لشهود عيان وبعض ما تناقلته وسائل إعلام داعمة لتلك العصابة المجرمة أكدت بالصوت والصورة جرائم تلك العصابات بالقتل والتهجير القسري والتهديم المراقد والأضرحة المقدسة والكنائس وسبي النساء ونهب ثروات وممتلكات المواطنين والدوائر الحكومية وتخريب البنى التحتية للمناطق التي أستولوا عليها .

وفي هذا الإطار، قال مدير إعلام ديوان محافظة بابل مراد البكري إن عصابات داعش أقدمت على هدم عشرات دور عبادة أثري في مدينة الموصل ومحافظتي الأنبار وصلاح الدين، بينها أديرة وكنائس ومساجد وجوامع .

وأوضح البكري إن تلك العصابات أجرمت بحق الإنسانية وحولوا المناطق والمدن التي أستولوا عليها إلى جحيم , حيث أصبحت دون روح، ولا حياة فيها ولا حتى إبتسامات. وإنه بسبب قمع الحريات وراء إستمرار نزوح المواطنين الذين يقاسون في كل مكان تطأه أقدام عصابات داعش الإجرامية .

وأكد أكثر النازحين الى محافظة بابل إن عصابات داعش الإرهابية اليهودية التنفيذ قامت بمهاجمة المواقع الدينية الإسلامية وغير الإسلامية بالعنف نفسه في محاولة لطمس هوية العراق الدينية وما تشكله من غنى تراثي . وأضافوا إن هجمات داعش تركزت بشكل خاص في نينوى، حيث استهدف الأقليات العرقية والدينية، الأمر الذي أكده النائب يونادم كنا رئيس كتلة الرافدين البرلمانية وسكرتير عام الحركة الديمقراطية الآشورية. وقال كنا : إن هذا التنظيم أقدم على تسوية قرى سكنية بأكملها مع الأرض في مدينة تلعفر، مجبرا معظم قاطنيها من التركمان إلى النزوح الجماعي بإتجاه مدينة سنجار القريبة أو اللجوء إلى بعض المحافظات الجنوبية.

عمليات سطو وخطف وقتل

وأجمعت أكثر العوائل النازحة الى محافظة بابل على القول إنه منذ إجتياح مدينة الموصل شهر حزيران الماضي بعد المؤامرة المعروفة للجميع من قبل أثيل النجيفي ومن تآمر معه، سبب إدخال عصابات داعش الإجرامية وأرتكب تلك العصابات مجازر بشعة تندرج ضمن جرائم التطهير العرقي بحق الشبك والمكونات العرقية الأخرى في المحافظة.

وأضافوا إن تلك العصابات قامت بتدمير وتخريب منازل المواطنين وسرقة ممتلكاتهم في 10 قرى شبكية، وخطفوا العشرات من الشبان الشبك من قرى عمركان والسلامية والشمسيات وقرة شور وكوكجلي وقتلوهم بعدها بدم بارد وسبي نساءهم . وأشاروا إلى إن عناصر التنظيم الإرهابي أقتحموا قرية بازوايا وقاموا بأعمال سلب ونهب شملت حتى الخواتم من أيدي النساء، كما خطفوا رجال تلك المنطقة ولم يعرف حتى الأن مصيرهم , إضافة الى إن الإرهابيين أختطفوا رجال من الشبك بعد اقتحامهم قرية طبرق زيارة، حيث عثر مؤخرا على جثثهم ملقاة في أحد الوديان القريبة من القرية .

بدوره قال أحد النازحين من الأيزيديين : إن أبناء المكون الأيزيدي أستهدفوا كغيرهم من المكونات العراقية الأخرى بهجمات متعمدة من قبل عصابات داعش وباقي الجماعات الإرهابية التي تقاتل معها .

وأضاف إن العشرات من العمال والمزارعين الأيزيديين قتلوا وأجبر المئات من الأسر الأيزيدية الى النزوح من مناطق سكناهم ، ولا سيما في مناطق غرب نينوى كبلدة ربيعة الحدودية مع سوريا، إلى النزوح جماعيا نحو قضاء سنجار وسبي نساء تلك المكون .

الإسلام يحترم الديانات الأخرى

أزاء هذا المشهد المأساوي، أكد الشيخ مناضل ناصر إنه لا وجود لنصوص شرعية في الدين الإسلامي أو سوابق تاريخية تكرس حرق دور العبادة . وأوضح ناصر قائلا : إنه عندما دخل المسلمين بعد الفتوحات الإسلامية ومنها مدينة القدس، قاموا بإحترام وترميم الكنائس والأضرحة الدينية ومنع التعرض لها . مشيرا الى إن الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) منع إراقة الدماء وأمر بإطلاق الأسرى، وحرّم هدم الآثار وأمر بتطوير الثقافة والفنون في المناطق التي فتحها المسلمون ونشر تعاليمه السمحاء للبشرية كافة .

مضيفا الى أنه لا يوجد في التاريخ الإسلامي أو في القرآن الكريم ما يحلل أعمال التدمير والقتل العمد بدون سبب التي قامت بها عصابات داعش الإرهابية حاليا . مؤكدا إن داعش الإجرامية يسعى من خلال استهداف المواقع الدينية الى أغتيال حلم انتظره جميع العراقيين لسنوات طويلة بممارسة شعائرهم الدينية بحرية ودون خوف .

موضحا إننا كنا نحلم لعقود طويلة بممارسة حرياتنا الدينية وخصوصا بعد سقوط الطاغية المقبور الذي منع بدوره الحريات الدينية وحارب كل من مارسها ، وتحقق لنا ذلك في السنوات الأخيرة بعد سقوط ذلك النظام الإجرامي حيث بات كل فريق يتمتع بحرية العبادة وممارسة طقوسه، ويضمن القانون والدستور حقوقنا هذه.

مبينا إنه أما اليوم تسعى عصابات داعش الإرهابية ومن تحالف معها إلى أغتيال هذا الحلم وتفتيت اللحمة الوطنية في العراق , لكن أثبت العراقيين عكس ما روج له المجرمون من إشاعات غير منطقية , يقابلها أستقبلت عدد من المحافظات الوسطى والجنوبية العوائل النازحة من مناطق سكناهم الأصلية وتقديم لهم يد العون ماديا ومعنويا حتى يعرفوا إن العراق بلد واحد وشعب متوحد منذ آلاف السنين وله حضارات تشهد على ذلك !.

القضاء على التنوع العرقي في العراق

وقال الباحث الدكتور سعد محمد حسين : إن هدم الأضرحة ودور العبادة والمعالم الدينية الأخرى وتهجير العوائل وتخريب البنى التحتية دليل على وحشية التنظيم وجرائمه التي لم يسلم منها لا بشر ولا حجر كونهم وحوش كاسرة مثل المغول التتر البربرية الذين دمروا العراق . وأضاف: إن عصابات داعش الإرهابية تسعى من خلال فتاوي تكفيرية كاذبة أو مضللة للقضاء على التنوع الديني الذي يغني العراق .مؤكدا إن العراقيين يدركون أهمية التعايش السلمي ووحدته ويحترمون شعائر وطقوس بعضهم، في حين تحاول تلك العصابات الإجرامية بمصادرة وقمع الحريات الدينية وسرقة هذا الإرث الديني والحضاري المتجسد في دور العبادة القديمة والمقامات والأضرحة التي تعاون العراقيون على حمايتها لمئات السنين .

مبينا إن قيام القوات الأمنية المختلفة وبمساندة قوات الحشد الشعبي الأبطال بمقاتلة عصابات داعش الإجرامية في كل المناطق والمدن التي أحتلوها من قبل من أجل تحيري المدن وإرجاع العوائل النازحة الى مناطق سكناهم الأصلية المحررة ومسك الأرض وإعمار مدنهم بأيديهم من جديد.

اضف تعليق