q

تمكنت القوات العراقية المدعومة جوا من قوات التحالف الدولي من القضاء على مقاومة مسلحي "داعش" ودخلت إلى الأحياء الشرقية من مدينة الموصل. وعلى هذه الخلفية أعلنت قناة "سي أن أن تورك" بأن تركيا حشدت الدبابات وغيرها من صنوف القوات على الحدود مع العراق. وحسب الخبراء يجب أخذ هذه المسألة على محمل الجد.

وتقول أسوشيتد برس، استنادا إلى تصريحات الجنرال العراقي حيدر فاضل، أن المسلحين حاولوا إبداء مقاومة للقوات المهاجمة باستخدام مدافع الهاون والسيارات المفخخة والانتحاريين. ولكن مع ذلك تمكنت القوات العراقية من اختراق دفاعاتهم ودخلت إلى المدينة. كما تمكنت القوات العراقية من الاستيلاء على مبنى البث التلفزيوني.

رفع سكان الأحياء المحررة من الموصل الأعلام البيضاء كإشارة إلى أنهم ليسوا ضد دخول القوات العراقية إلى المدينة. وقد طلبت قيادة القوات العراقية من المواطنين عدم ترك منازلهم. من جانبه أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي خلال كلمة تلفزيونية، بأنه ليس امام المسلحين سوى خيارين، "الاستسلام أو الموت".

بدأت القوات العراقية عملية تحرير الموصل على خلفية الهجمات التي تقوم بها المعارضة السورية على الجزء الغربي من مدينة حلب. لذلك اصبح الوضع في المدينتين موضع مقارنة. فمثلا حتى المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي اضطر إلى المقارنة بينهما خلال مؤتمره الصحفي المصغر. وقال "إنهما ليستا الشيء نفسه. وأن مقارنتهما هو ببساطة إهانة". وقال إن حلب محاصرة من قبل قوات الحكومة السورية المدعومة بالقوة الجو – فضائية الروسية، في حين في الموصل "تعمل 66 دولة ضمن تحالف دولي". أي بعبارة أخرى، حسب قوله، العملية في العراق ذات "دعم واسع النطاق وشرعية".

وأضاف كيربي، عدد المتشديين في شرق حلب محدود جدا ولم يبق هناك سوى مجموعات المعارضة المعتدلة والمدنيين، "وهؤلاء هم ضحايا هجمات النظام وروسيا". وحسب قوله هناك اختلاف في المشكلات الإنسانية، حيث أن هجمات موسكو والنظام السوري على حلب تؤدي إلى سقوط ضحايا بين المدنيين وتدمير المواقع المدنية، في حين أن الغارات التي تشنها طائرات التحالف على الموصل "دقيقة جدا".

واضاف كيربي موضحا، تفكر قوات التحالف الغربي في مستقبل الحياة في مدينة الموصل بعد الحرب، وقال "نحن نحضر عقود عمليات البناء".

إذا أخذنا بالاعتبار كون مدينتي الموصل والرقة السورية هما "عاصمتي داعش" لذا يجب المقارنة بينهما، وأن اقتحامهما قد يسبب سقوط ضحايا عديدة بين القوات المهاجمة. فالولايات المتحدة تخطط مهاجمة الرقة خلال الأسابيع المقبلة، لمنع وصول المسلحين الهاربين من العراق إليها. هذا ما أعلنه قائد القوات الأمريكية في سوريا والعراق الجنرال ستيفن تاونسيند. وحسب قوله، سيكون الاعتماد في هذه العملية على "قوات سوريا الديمقراطية" التي غالبيتها من الأكراد.

واعترف الجنرال بأن تركيا تعارض بشدة مشاركة الأكراد في العملية لأنها تعتبرهم ارهابيين.

لهذا السبب لا تزال مسألة تزويد الأكراد بالأسلحة معلقة. فقد أعلن مسؤولون في البنتاغون لصحيفة واشنطن بوست، بأن الاستيلاء على ضواحي الرقة لا يحتاج إلى توريد أسلحة جديدة. وحسب الخطة الأمريكية كانت مهمة "قوات سوريا الديمقراطية" تحرير ضواحي المدينة فقط وعدم التقدم نحو مركز المدينة.

يقول أحد المسؤولين في البنتاغون معلقا على عملية الرقة "هذه حالة من الحالات التي يمكننا التأثير في كافة المشتركين عبر قنوات الاتصال، ولكن دون السيطرة عليهم". وحسب قوله، الخطر الرئيسي في اقتحام الرقة هو رغبة المجموعات الموالية لتركيا في تجاوز قوات سوريا الديمقراطية. ومن المرجح أن تشارك في هذا "السباق" هذه المجموعات وليس القوات التركية نفسها. وهذا ما تشهد عليه تصريحات نائب رئيس الحكومة التركية نعمان قورتلموش، "فكرة تركيا بشأن عملية الرقة واضحة. نحن إلى جانب تنفيذها من قبل الشعب. ومن المناسب القيام بها من الناحية العسكرية والاستراتيجية، بعد اقتراب عمليتي الموصل و درع الفرات من نهايتهما"، حسب صحيفة "حوريت ديلي".

الخبراء واثقون من أن السيطرة على الرقة سيساعدهم في انشاء "منطقة آمنة" والتي تهدد كردستان سوريا. يقول الخبير المستقل المستشرق غريغوري ميليميدوف، "هنا الأمر مرتبط كثير بموقف تركيا، هل ستدعم فعليا هجوم القوات المعارضة التي خلقتها على الرقة. وما حاجة تركيا لذلك؟ إذا نظرنا إلى الخارطة سنرى وجود ثلاثة اتجاهات نحو الجنوب: الأول نحو حلب والثاني نحو الرقة والثالث نحو الموصل في العراق. عمليا تركيا تطوق كردستان وتقسمها". وأضاف "لذلك من غير المرجح أن تنفذ عمليتي الموصل والرقة في الوقت نفسه".

اضف تعليق