q

مع انطلاقة الركب الحسيني المليوني المبارك، الزاحف من عدد من المدن العراقية ومن بلدان أخرى من العالم، سيراً على الأقدام، الى مدينة كربلاء الإمامة والشهادة والنبل والإباء، لتجديد العهد للإمام السبط صلوات الله عليه، في ذكرى أربعينيته الخالدة.

يصدر العدد (219) من (أجوبة المسائل الشرعية) لشهر صفر الخير من العام الجاري 1437هـ، وتصدر عن قسم الاستفتاء في مكتب المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله)، ويوزع هذا المطبوع في عدد من البلاد العربية والإسلامية، وكذلك أميركا وأوروبا واستراليا وأفريقيا.

كلمة العدد (في الأربعينية منهج .. وإلا أن ننتصر)، وتتطرق الى أن الشعائر الحسينية، ومنها زيارة الأربعين، دعوة متجددة للإصلاح والانتصار، فكانت - وما زالت - مدرسة عظيمة يتخرّج منها شهداء وأحرار، وإن الحشد الشعبي الحسيني في العراق، وهو يقدم التضحيات، ويحقق الإنجازات التي عجز عنها غيره، تأكيد جديد أن الحسين عقيدة إيمان وأخلاق وانتصار، وفي ذلك دعوة للتمسك أكثر وأكثر بنهج الإمام سيد الشهداء صلوات الله عليه، لاسيما أننا نعيش أوضاعاً مأزومة، ونخوض حرب مصير، وليس لنا فيها إلا أن ننتصر.

(الاستفتاءات) على الصفحات (2-5)، وتشمل مسائل عقدية وفقهية وتاريخية واجتماعية واقتصادية وحقوقية وغيرها، يتفضل المؤمنون الأكارم والمؤمنات الفاضلات بطرحها (عبر وسائل الاتصال المتنوعة)، والإجابات الشرعية عنها بما يتطابق مع فتاوى سماحة المرجع الشيرازي دام ظله.

(عاشوراء .. وأحكام الله)، عمود في جانب من الصفحة (5) يشير الى الأهمية العظمى لأحكام الله، التي تتمثل في المسائل الشرعية الموجودة في الرسائل العملية التي أتعب العلماء أنفسهم في استخراجها من القرآن الكريم وكلمات المعصومين صلوات الله عليهم، وكم يجب على المؤمن أن يقف عندها ليتعلمها ويعيها ويعمل بها. وإن حب الإمام الحسين سلام الله عليه يستتبع العمل الصالح، ومن حب الحسين قراءة الرسائل العملية – أثناء المسيرة الأربعينية - والعمل بها بدقة وبصيرة.

الصفحتان (6-7) تحمل إضاءات من محاضرة لسماحة المرجع الشيرازي، بعنوان (لتصبح الدنيا جنة لكم!)، ويتطرق فيها دام ظله، في ذكرى شهادة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلّم، الى محطات من حياته صلى الله عليه وآله وسلّم، وهو أكبر وأفضل شخصية خلقها الله عز وجل، حتى إن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه عندما سئل (أنت أفضل أم محمد؟) قال: (أنا عبدٌ من عبيد محمد). وإن السنة أو النظام والأحكام والقوانين التي قررها نبي الإسلام (ص) للمسلمين، مثلها مثل النبي(ص) نفسه، فهي أفضل القوانين والأحكام وأكملها.

مقال الصفحة (8) بعنوان (الإمام الصادق .. دوحة الفكر الإسلامي وعلومه)، وهي الحلقة الخامسة من سلسلة مقالات تتناول حياة الإمام جعفر الصادق صلوات الله عليه، ويشير الى أن النص على الإمام جعفر الصادق بالإمامة، ثابت ولم يجري الخلاف عليه، فقد نص عليه الإمام الباقر صراحة، وقد أشهد أصحابه على ذلك، ليكون خليفته من بعده، علماً للأمة، والسادن للدين، والناشر لعلوم الإسلام، والمرشد للمسلمين في دينهم ودنياهم، والموجّه لهم في شؤون حياتهم وسلوكياتهم.

ويسلط المقال الضوء على شروع الإمام الصادق صلوات الله عليه، في تأسيس جامعة كبيرة في المدينة المنورة، تموج بالحكماء وأهل العلم، إذ يجيب الإمام عن أسئلتهم وإشكالاتهم، دون إلتفات الى نحلهم وأهوائهم، ومذاهبهم العلمية أو الفقهية، وهذا هو ديدن أئمة أهل البيت الشريف، في تمثيل جميع الأمة دون تمييز.

مقال الصفحة (9) بعنوان (زيارة الأربعين استثنائية .. فاستفيدوا منها) وفيه إضاءة على أن الأهمية الاستثنائية لزيارة سيد الشهداء الإمام الحسين صلوات الله عليه، وإن المتتبع للأحاديث التي جاءت حول فضل زيارة الإمام الحسين سلام الله عليه يدرك عظمة هذا الشهيد الطاهر، وعلو مكانه، وارتفاع شأنه وشموخه في العالمين ومقامه عند الله عز وجل. ومن ذلك الأهمية العظيمة والفريدة والاستثنائية لزيارة الأربعين. وأنه على الزوار الحسينيين الأعزاء الأكارم التحلي بالصفات الإيمانية الفاضلة التالية، لتحقيق أدب الزيارة ونتائجها المرجوة.

الصفحتان (10–11) تتضمن (الجزء الأول) من مقال بعنوان (خطاب مأزوم وإعلام مهزوم) للرد على حملة إعلامية تشنها مواقع وفضائيات تكفيرية تهدف الى تشويه الحقائق، من خلال التعتيم على الأسباب الحقيقية للثورة الحسينية وأهدافها، ثم اتهام الشيعة بقتل الإمام الحسين صلوات الله عليه، وبالتالي تبرئة الأمويين من جريمة قتل آخر ابن بنت نبي على وجه الأرض.

الصفحتان (12–13) تتضمن (الحلقة الثانية) من مقالات بعنوان (ذبيح الله عند شاطئ الفرات)، من خلال تناول نبوءات العهدين (القديم والجديد)، فإن ثورة الإمام الحسين عليه السلام وشهادته قد تجلَّت في سِفْرَيْن من أسفار ما يُعرف بـ(الكتاب المقدس) عند اليهود والنصارى، وهما سِفْر نبيِّ الله إرميا في العهد القديم، وسفر رؤيا يوحنا اللاهوتي في العهد الجديد.

ولعظمة واستثنائية الإمام الحسين ومقامه الرفيع عند الله ورسوله، ولعظمة واستثنائية ملحمة كربلاء والتضحيات الجسام، التي قدَّمها سيد الشهداء في سبيل الحفاظ على المبادئ الإلهية ورسالات الأنبياء، فقد رثاه نبي الله إرميا وبكى لمصابه الجلل، وقد سمّاه قبل ما ينوف على اثني عشر قرناً من استشهاده بـ(ذبيحة الله عند نهر الفرات).

وفي العدد أيضاً، فقرات منوعة تتوزع على الصفحات (5، 7، 8،11، 12، 13، 14، 15، 16).

وآخر العدد عمود يتضمن رؤى وأفكار الإمام المجدد السيد محمد الحسيني الشيرازي، بعنوان (الدين والحرية) وفيها يشير أعلى الله مقامه الى أن الحرية من صميم الدين ومن واقعه، وإنما ينافي الدين ارتكاب المحرمات، وفعل المنكرات، من قبيل شرب الخمر، وإشاعة الفحشاء، واستغلال الشعوب، ونهب الثروات، ومصادرة حقوق الناس، وكبت الحريات، وما إلى ذلك من جور وعدوان، وبغي وحرمان، وعليه فإن من اللازم أن نأخذ من عاشوراء درساً لإحياء الحريات الصحيحة والمشروعة، وإماتة المفاسد الضارة والمقيتة، وإلا فالاقتناع بمظاهر عاشوراء فقط من دون تطبيق لأهداف عاشوراء، في واقع حياتنا، لا يكون مثاله إلا مثال المريض، الذي أخذ يقرأ وصفة الطبيب من دون أن يعمل بمضمونها.

أخيراً، ولقرب حلول زيارة أربعينية سيد الشهداء الإمام الحسين صلوات الله عليه، واقتداء بمولانا الإمام الصادق صلوات الله عليه، ندعو الله تبارك وتعالى بالقبول والتوفيق والخير والسلامة لزوار قبر أبي عبد الله الحسين، الذين انفقوا أموالهم، وأشخصوا أبدانهم، رغبة في بر أهل البيت، ورجاء لما عند الله في صلتهم صلوات الله عليهم، وسروراً أدخلوه على النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلّم، وإجابة منهم لأمر أئمة الهدى، وغيضاً أدخلوه على عدوهم، وقد أرادوا بذلك رضا الله تبارك وتعالى، آمين رب العالمين.

اضف تعليق