q

بغداد - شهدت العلاقات العراقية البريطانية على الصعيد الأمني والسياسي والاقتصادي بعد العام 2003، تطوراً لافتاً في اهتمام الجهات البريطانية بالاستثمار في العراق وتقديم الدعم الأمني لكن الجانب السياسي يضفى عليه طابع الضبابية وماهية الاجندة والنوايا الخفية تجاه العراق، في حوار خاص مع شبكة النبأ المعلوماتية السفير البريطاني في العراق فرانك بيكر شدد على اهمية جميع الاطراف التي قاتل داعش الارهابية من الجيش العراقي والحشد الشعبي والبيشمركة.

واكد بيكر ان بريطانيا دربت أكثر من 35 ألف جندي عراقي وتعد ثاني قوة في التحالف الدولي بعد الولايات المتحدة الامريكية، كما افاد بحرص الحكومة البريطانية على العمل مع حكومة بغداد بسياسة ضد الارهاب لمنع ظهور تنظيمات ارهابية شبيهة بداعش.

هذا وجدد السفير بيكر دعوته لجميع الاطراف العراقية بضرورة التوحد ونبذ الخلافات مشيرا الى ان المملكة المتحددة لن تتدخل بحل المشاكل السياسية لانها مسؤولية العراقيين اولا موضحا ان مهمته اسداء النصيحة لمن يطلبها من السياسيين العراقيين، و فيما يلي نص الحوار:

* كيف ترون أداء القوات العراقية في حربها ضد التنظيمات الارهابية؟

- عندما وصلت الى العراق في الشهر الثامن من العام 2014، كان العراق في بداية حربه مع تنظيم داعش الارهابي وخلال الثلاث سنوات الماضية وصلنا الى نتيجة ان القوات العراقية سوف تنهي داعش فالجيش العراقي والحشد الشعبي والبيشمركة هم من يقاتلون بأنفسهم وحصلوا على الغطاء الجوي من القوات الدولية بضمنها بريطانيا فالقوات العراقية قامت بعمل بطولي ونقدر جميع تضحياتها ونشهد بكل فئاتها من الجيش العراقي والحشد الشعبي والبيشمركة بأنهم من حرروا الارض وما زالوا يقومون بذلك.

* كيف تقيمون تجربة الحشد الشعبي في العراق؟

- من المهم ان ننظر الى كيفية استجابة الشعب العراقي بشكل عام لفكرة الحشد الشعبي وان ننتبه على كيفية تقبل فكرة دحر تنظيم داعش ومن المهم ايضا ان لا نتحدث عن فئة واحدة او جزء معين من فئات الشعب العراقي في هذه المعركة فكل المشاركين في هذه على الحرب على الارهاب هم مهمين، اما بالنسبة للحديث عن الحشد الشعبي بشكل خاص فأنه يشمل عوامل عديدة فمنهم من استجاب لفتوى اية الله المرجع السيد علي السيستاني، ومنهم من اراد المشاركة في المعركة ومنهم من اراد اي طريقة لتوحيد الشعب العراقي فالحشد الشعبي اثبت جدارة كبيرة وهو من اهم الأطراف المشاركة في الحرب على داعش.

* الحكومة البريطانية التي عرفت بقربها من أغلب الحكومات العراقية ألا اننا لم نرى دوراً بارزاً في تقديم الدعم العسكري او اللوجستي او الاستخباري في حرب العراق ضد الارهاب يا ترى ما هي الاسباب التي حالت دون ذلك؟.

- خلال المقابلات الصحفية مع العديد من وسائل الاعلام ذكرت بشكل مستمر دعم المملكة المتحدة للعراق من جميع هذه الجوانب فالمملكة المتحدة هي ثاني اكبر عضو مشارك بدعم العراق في حربه ضد الإرهاب (داعش)، كما ان الطائرات الحربية البريطانية هي ثاني اكبر عدد طائرات توفر الغطاء الجوي بعد الولايات المتحدة ضمن التحالف الدولي للقوات العراقية المقاتلة على الارض، فضلا عن تدريب القوات البريطانية لـ35 الف جندي عراقي ولاسيما فيما يخص رفع العبوات الناسفة وكيفية التخلص منها، وكل ذلك يتم بعد تقديم طلب من قبل حكومة بغداد وحكومة المملكة المتحدة، مازالت مستمرة بتقديم الدعم الانساني للشعب العراقي فنحن ثاني اكبر متبرع بتقديم الدعم المادي في العراق و الكثير من المواطنين العراقيين يعلمون ذلك عبر صفحتنا على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك التي تنشر نشاطاتنا.

* من خلال متابعكم للمعطيات في العراق هل هناك تحدً أمني يواجه العراق بعد انتهاء مرحلة داعش؟

- اتصور انه سيكون هناك تحدي امني اخر بعد انتهاء مرحلة تنظيم داعش، حيث ستكون هناك تهديدات من بعض بقايا داعش في العراق الذين سيحاولون الاستمرار بتنفيذ الهجمات الارهابية التي رأيناها في بغداد قبل البدء بعملية تحرير الموصل، ولكن عندما يتم دحر داعش فأن هؤلاء سيخسرون الدعم الواصل اليهم بشكل تدريجي وهي محاولات متوقعة من قبل الارهابيين لأضعاف الامن في العراق و لن كون في منطقة معينة فقد تشمل التنوع في المناطق واذكركم بأننا جميعا واجهنا مثل هذه الاعتداءات على سبيل المثال ما حدث في اوروبا العام الماضي او في مدينة نيس وفي نفس الوقت سيكون هناك تهديد على معتقلات الارهاب و لكن الحكومة العراقية ستقف بالضد من ذلك.

* هل هناك استراتيجية عمل مشترك بين الحكومتين العراقية والبريطانية في مرحلة ما بعد داعش للحد من ظهور تنظيمات ارهابية مماثلة تهدد امن المنطقة؟

- نعمل بحرص مع الحكومة العراقية فيما يسمى بسياسة الحرب ضد الارهاب وتعزيز الاستقرار في المناطق المحررة حيث يستطيع الناس من مواصلة حياتهم كما في السابق قبل احتلال الارهاب لمدنهم.

* هل تتوقعون ان تتغير الخارطة السياسية في العراق بعد انهاء الحرب على داعش؟

- اتوقع ان يكون هناك تغيير في الخارطة السياسية في العراق بعد الانتخابات فهذه الخارطة تتغير بفعل الديمقراطية وانتم لديكم انتخابات في العام المقبل وبحكم الديمقراطية سوف تأتي نتائج مختلفة عن السابقة لذلك اقول نعم سيكون هناك تغيير في الخارطة السياسية فالناخبون سوف يقومون بالتصويت استنادا لعديد من القضايا من ضمنها ان اغلب الناخبون سوف يصوتون استنادا الى و ضعهم الاقتصادي لذى اتوقع ان التطور المادي و الاقتصادي سوف يؤثر في الانتخابات اكثر من مسألة داعش.

* لم نسمع عن اي دور للحكومة البرطانية في حل الخلافات بين الكتل السياسية العراقية فهل هي رغبة في عدم التدخل ام أن الاعلام لم يسلط الضوء على ذلك الدور؟

- على الجميع ان يعلم ان حل المشاكل في العراق من مسؤولية العراقيين انفسهم ولكن عند محاربة قوة ارهابية دولية كداعش من الطبيعي ان تتدخل القوات الدولية كما حصل في العراق اوليبيا او اماكن اخرى ولكن عندما يخص الامر المشاكل السياسية يكون ذلك مسؤولية الشعب فمن خلال خبرتي الدبلوماسية على مدار 30 عام في مختلف انحاء العالم ان التدخل الخارجي يعظم مشاكل.

اضف تعليق