q
ملفات - حوارات

شباب يقتدون بالامام علي (ع) بحثا عن النجاح

التعلم من الفشل للتغلب على المصاعب

هناك حكمة كثيرا ما يرددها الخطيب الشهير براين تريسي يقول فيها: (بعد اجراء احصائيات وجدوا أن الناس يخافون من الفشل أكثر مما يخافون من الموت!!)، فالحاجز الأول الذي يجب أن نقضي عليه لكي نصل الى النجاح هو (الخوف من الفشل)، إذاً دعونا نحاول أن نجرب فعل الأشياء التي نخاف فعلها، ونقوم بتجربتها ولنرَ بعد ذلك ما هي النتائج؟.

يجب ان ندخل في حلبة السباق لكي نفوز بالمباراة، واذا لم نُقدم على العمل أصلا، فكيف نتوقع ان نكون ناجحين؟، هناك من يسعى دائما، وقد يفشل مرارا ومن ثم ينجح، ربما تعيقه بعض الظروف والمصاعب، الى درجة اليأس، ولكن صاحب الارادة فقط هو الذي سوف يتغلب على المصاعب ويتسلق سلم النجاح ليسعد في الدارين، أما المتردد فسوف يبقى مقيما في دائرة الفشل.

في هذا المجال كان لـ (شبكة النبأ المعلوماتية) هذا الحوار مع احد هؤلاء الأشخاص الناجحين الذين يشهد لنجاحهم كثيرون بالاضافة الى نجاح مشاريعهم وأعمالهم، إنه (الأستاذ عمار الخطيب)، وهو حاصل على شهادة البكلوريوس في العلوم السياسية والدراسات الدولية في: University of North Florida.

وكان سؤالنا الأول في هذا الحوار عن نقطة الشروع في العمل، وكيف كانت البداية؟ فقال الاستاذ الخطيب:

- لقد جربت العمل التجاري او البيع والشراء في وقت مبكر من حياتي، وكان البداية بالضبط، عندما كان عمري ١٤ سنة، أما مكان العمل الذي انطلقت منه فهو سوق الخطيب الذي يقع في منطقة السيدة زينب سلام الله عليها في دمشق، وكان العمل الاول لي هو بيع الأقمشة للزائرين، حيث كنت أعمل في احد محال بيع الأقمشة عاملا بأجر يومي، وفي الوقت نفسه كان لدي طموح لإكمال دراستي كي أخدم نفسي ومجتمعي وديني بصورة أفضل.

ويوجد لدى الأستاذ عمار الخطيب تفسيره الخاص لمعنى النجاح حيث يقول حول هذا الجانب :يتغير معنى النجاح كلما أصبح الانسان أكبر عمرا، فمثلا في المرحلة الثلاثينية أرى انه عليّ أن اسبق الزمن كي أكون مفيدا للمجتمع أكثر، وكلما زادت فائدتي للمجتمع يزداد شعوري بالنجاح.

يرفع الستار عن سر نجاحه

لكل نجاح سر يكمن في العمل الذي يقوم به الانسان، هكذا يقول الذين خبروا الحياة، والاستاذ الخطيب لا يُستثنى من هذه القاعدة، فلابد أن يكون هناك حجر زاوية لنجاحه، فالنجاح مثل البناء تماما، يمكن أن ينجح ويمكن أن يفشل، وفي كل بناء حجر زاوية او نقطة انطلاق او سر معين، عن هذا السر يقول الخطيب:

- إن السر في النجاح الذي حصلت عليه وما وصلت إليه في مجال عملي، يكمن في تضحية أمي وأبي حفظهما الله، فعندما وافقا على أن أهاجر الى الولايات المتحدة وأنا في الثامنة عشر من عمري كانت هذه بمثابة نقطة انطلاق لي، وعند ما وصلتُ الى الغرب، قررت ان لا أكون مثل باقي اللاجئين، أحصر حياتي كلها في البحث عن المساعدات الحكومية، بل أردت ان أكون شخصا مختلفا ومنتجا، وطالما كان عندي الارادة الذاتية والتخطيط الصحيح، فقد وصلت الى ما أريده.

وكانت حياتي الدراسية قد تغيرت من خلال كلمة ايجابية سمعتها من سماحة المرجع السيد محمد الحسيني الشيرازي قدس سره عندما قال :للكلمة تأثير قوي على الآخرين، فربما بسبب كلمة ايجابية يتحقق النجاح لآلاف الناس، وربما بسبب كلمة سلبية يطول الفشل حياة آلاف الناس الآخرين.

وفي عام ٢٠٠١م وفي زيارة لسماحة المرجع الامام الراحل السيد محمد الحسيني الشيرازي طاب ثراه، شجعني بقوة عل أن ادرس العلوم السياسية، لأن قلة المعرفة بهذا العلم من نقاط ضعف الشيعة والتشيع، وفعلا كنت راغبا في أن ادخل في هذا المجال، فكان تشجيع السيد رحمة الله عليه لي، قد شكل دافعا معنويا قويا جعلني أمضي وأواصل مسيرتي في هذا الاتجاه.

وعندما سألنا الأستاذ الخطيب عن مدى تأثره بأمير المؤمنين علي عليه السلام أجاب:

- تأثرت كثيرا بكلام أمير المؤمنين عليه السلام لكميل وقد جاء فيه: العلم خير من المال، العلم يحرسك وأنت تحرس المال، والمال تنقصه النفقة، والعلم يزكى على الإنفاق. يا كميل معرفة العلم دين يدان به، يكسب الانسان الطاعة في حياته، وجميل بعد وفاته، والعلم حاكم، والمال محكوم عليه .

ويضيف الاستاذ الخطيب قائلا: ويوم بعد آخر بدأ يتضح لي معنى هذا الحديث المبارك بشكل عملي، فكلما تقدمت في الدراسة، انفتحت لي أبواب وآفاق جديدة في مجال العمل التجاري. أما في المجال الإنساني فانبهرت بعلي ابن ابي طالب الذي يساعد الآخرين في الخفاء ومن دون منّة على أحد، فرفعه الله تعالى وأعلى من شأنه ومكانته، مكافأة له عليه السلام عن تواضعه .

وفي ختام هذه الجولة الحوارية، طلبنا من الأستاذ عمار الخطيب أن يتقدم بنصيحة للشباب فقال:

- النصيحة، أولا أنا لا أرى نفسي في موقع يسمح لي أن انصح الآخرين، لكن علمتني الحياة ان لا أضعف بسبب المشاكل التي تعترض طريقي، بل أواجهها بكل ما أستطيع، وإن خسرت، حينها ليس لدي شيء أندم عليه لأنني أكون قد تعلمت من التجربة، ثانيا أسعى لأن اذكّر نفسي دائما بالموت، وأن نهايتي عاجلا أم أجلا ستكون بالموت، أفعل هذا دائما، لكي أعامل الناس بالحسنى والرحمة حتى يجعلهم هذا السلوك يترحمون عليَّ بعد موتي.

فيا إبن آدم: ولدتك أمك باكياً والناس حولك يضحكون سروراً

فاعمل ليوم ان تكون إذا بكوا.. في يوم موتك ضاحكاً مسروراً.

اضف تعليق