q

شائك ومتناقض وفيه غموض كبير، عالم الجوائز الأدبية، ففي حين تتوقع دوائر مقربة من القائمين على الجوائز العالمية من أمثال (نوبل، وغونكور وبوكر) وسواها، فوز المبدع الفلاني استنادا الى استبيانات وملاحظات ودلائل ومعايير كثيرة، يكون وقع المفاجأة كبيرا عندما يتم الاعلان عن اسم آخر لم يكن يرد في حسابات المعنيين من النقاد والمتابعين.

تُرى ما الذي يقف وراء مثل هذه المتغيرات المفاجئة، فعندما كان اسم احد الكتاب من تونس (هادي قدور)، قاب قوسين او ادنى من احدى الجوائز العالمية المرموقة، وكانت كل المؤشرات تشير الى فوزه، فوجئ الجميع بفوز كاتب آخر فرنسي (ماتياس إيناز)، مما أثار الدهشة والاستغراب، وسمح بصدور ردود فعل في الخفاء والعلن تشكك في هذه المسابقة أو تلك، فقد فاز الأديب الفرنسي ماتياس إينار بجائزة "غونكور" للرواية عن كتابه "البوصلة"، وكان الكاتب التونسي هادي قدور، مؤلف كتاب "المتفوقون"، ضمن قائمة المرشحين للفوز بالجائزة. وكان الصراع منحصرا بين أربعة مرشحين، هم التونسي هادي قدور عن كتابه "المتفوقون"، وماتياس إينار ("البوصلة") وتوبي ناتان ("هذا البلد الذي يشبهك كثيرا")، إضافة إلى المرأة الوحيدة التي بقيت في السباق وهي الفرنسية ناتالي أزولاي صاحبة كتاب "تيتوس لا يحب برنيس".

وبدا الكاتب التونسي هادي قدور الأوفر حظا لنيل جائزة "غونكور" عن كتابه "المتفوقون" الذي يروي فيه حقبة الاستعمار بشمال أفريقيا في العشرينيات من القرن الماضي. لكنه لم يحصل عليها، فقد تم منحها لكاتب فرنسي (ماتياس إيناز)..

وبعيدا عن هذا الموضوع، لا تزال الجوائز الأدبية والابداعية العالمية عمومة، شبه محجوبة عن المبدعين من الكتاب العرب، إلا ما ندر، فلم يحصل على نوبل كاتب عربي حتى الآن سوى الروائي المصري نجيب محفوظ، علما أن الشاعر السوري احمد علي سعيد (أدونيس) تم ترشيحه اكثر من مرة لهذه الجائزة، وتوقعت المصادر المعنية فوزه، لكنه لم يفز، وربما اصبح اليوم أبعد ما يكون عن هذه الجائزة بحسب تصريحات متابعين للشأن الأدبي.

وبعيدا عن الجوائز، لا تزال بعض الأخبار والقرارات والمؤتمرات الثقافية مصدرا لاثارة الشغب والعنف، حتى في الشعوب المتطورة، ويتضح التأثير الكبير للفي سبوك في مثل تنظيم هذه الاحتجاجات مسبقا، علما أن الأضرار والمخاطر والخسائر المادية قد تكون كبيرة جدا، وهو أمر لا ينبغي السماح به، فالثقافة والابداع هما في مسار واحد يصنع التطور والحكمة، ولا يصح العبث بحياة الناس وممتلكاتهم باسم الثقافة، حتى لو كان الاحتجاج مقبولا ومكفولا وسليما، لاسيما في المجتمعات الغربية.

تظاهرة ثقافية تتخللها أعمال عنف

ففي هذا السياق اعلنت الشرطة ان تظاهرة غير مرخص لها احتجاجا على اقتطاعات في الموازنة المخصصة للثقافة تحولت الى اعمال عنف في جنيف حيث تم تخريب محلات تجارية عدة ومصارف ومبان. وتم تدمير واجهات محلات تجارية فخمة ومصارف او تغطيتها بشعارات والقي طلاء اسود على واجهة المسرح الكبير الذي يعود الى القرن التاسع عشر. وبين الشعارات "الاغنياء حقيرون" او "فلنقض على الاثرياء".

وقال المتحدث باسم شرطة جنيف جان فيليب برانت لوكالة فرانس برس "ان الاضرار المادية جسيمة". وتمت الدعوة لهذه التظاهرة على شبكات التواصل الاجتماعي احتجاجا على خفض الموازنة المخصصة للمواقع الثقافية البديلة. وكان منظمو التظاهرة دعوا الى "النزول الى الشوارع لكي تصبح اكثر من مكان لحركة السير والمحلات التجارية الفخمة". وبدأت التظاهرة امام محطة القطارات المركزية. وبحسب المتحدث باسم الشرطة شارك 400 شخص في التظاهرة لكن نحو ثلاثين متظاهرا تسببوا بالقسم الاكبر من الاضرار. وتدخلت الشرطة لوقف تقدم المتظاهرين لكنها لم تعتقل اي شخص.

ماتياس يفوز بجائزة غونكور

من جهة اخرى فاز الأديب الفرنسي ماتياس إينار بجائزة "غونكور" للرواية عن كتابه "البوصلة". وكان الكاتب التونسي هادي قدور، مؤلف كتاب "المتفوقون"، ضمن قائمة المرشحين للفوز بالجائزة. فاز الأديب الفرنسي ماتياس إينار بجائزة "غونكور" للرواية عن كتابه "البوصلة"، كما أعلنت مؤسسة "غونكور" الفرنسية في مطعم باريسي فخم. وكان الصراع منحصر بين أربعة مرشحين، هم التونسي هادي قدور عن كتابه "المتفوقون"، وماتياس إينار ("البوصلة") وتوبي ناتان ("هذا البلد الذي يشبهك كثيرا")، إضافة إلى المرأة الوحيدة التي بقيت في السباق وهي الفرنسية ناتالي أزولاي صاحبة كتاب "تيتوس لا يحب برنيس".

وبدا الكاتب التونسي هادي قدور الأوفر حظا لنيل جائزة "غونكور" عن كتابه "المتفوقون" الذي يروي فيه حقبة الاستعمار بشمال أفريقيا في العشرينيات من القرن الماضي. وقد فاز الأسبوع الماضي بالجائزة الكبرى للرواية التي منحتها الأكاديمية الفرنسية رفقة الكاتب الجزائري بوعلام صنصال عن كتابه "2084، نهاية العالم". ويعد الكاتب المغربي طاهر بن جلول المغاربي الوحيد الذي أحرز "غونكور، وذلك في 1987 عن كتابه " الليلة المقدسة" بحسب فرانس برس.

في السياق نفسه كشفت مؤسسة "غونكور" الفرنسية مؤخرا، عن اسم الكاتب الفائز بجائزتها الأدبية، والتي تعد الأبرز في فرنسا. حيث احتدم التنافس بين الكاتب التونسي هادي قدور، مؤلف كتاب "المتفوقون"، وثلاثة كتاب آخرين بينهم الفرنسية ناتالي أزولاي.

فيما كانت المؤشرات تشي بأن الكاتب التونسي هادي قدور هو الأوفر حظا لنيل جائزة "غونكور" عن كتابه "المتفوقون" الذي يروي فيه حقبة الاستعمار بشمال أفريقيا في العشرينيات من القرن الماضي. وكان 16 ناقدا أدبيا يتوقعون أن يفوز هادي قدور بالجائزة الأدبية التي تم الإعلان عنها في مطعم باريسي عريق بحضور عدد كبير من الصحافيين ومسؤولي دار النشر. وقد فاز قدور مؤخرا بالجائزة الكبرى للرواية التي منحتها الأكاديمية الفرنسية رفقة الكاتب الجزائري بوعلام صنصال عن كتابه "2084، نهاية العالم".

"المتفوقون" قصة عالم على وشك الانهيار

وقد ولد هادي قدور من أب تونسي وأم فرنسية قبل 70 عاما في العاصمة التونسية. وهو لا يزال مرشحا للفوز بجوائز أخرى مثل جائزتي "فيمينيا" و"ميديسيس". وإثر فوزه بالجائزة الكبرى للرواية، عبر قدور عن فرحته قائلا: "أنا شخص بطيء ومتعقل"، مضيفا أنه على قناعة أن "اللغة الفرنسية بحاجة إلى أعمال تشرفها". وشدد الكاتب التونسي على أن مهمة الكتاب"هو العمل على استخدام اللغة المكتوبة بجمالية". وقال: "نحن نعمل في الظل ومن وقت إلى آخر تضيء مؤسسة عريقة على عملنا".

ويسرد هادي قدور في روايته "المتفوقون" عالما على وشك الانهيار بوتيرة لاهثة راسما صورة قاسية عن مجتمع استعماري متسمر في عشرينات القرن الماضي في أفريقيا الشمالية. وقد اختير هادي قدور من بين المرشحين الأربعة في التصفية النهائية لجائزة "غونكور" للمرة الأولى، وقد يصبح الكاتب المغاربي الثاني الذي يتوج بهذه الجائزة بعد المغربي طاهر بن جلول في 1987 عن كتابه " الليلة المقدسة" بحسب فرانس برس.

في السياق نفسه اختارت لجنة جائزة جونكور إحدى أبرز الجوائز الأدبية الفرنسية المتحف الوطني بباردو في تونس للإعلان عن القائمة القصيرة للأسماء المرشحة لجائزة هذا العام والتي شملت أربعة كتاب. وضمت القائمة أسماء الفرنسي-التونسي هادي قدور عن روايته (لي بريبونديران - المتفوقون) والفرنسيين ماتياس اينار عن روايته (بوسول - بوصلة) وناتالي ازولاي عن روايتها (تيتوس نيميه با بيرينيس - تيتوس لم يكن يحب بيرينيس) وتوبي ناتان عن روايته (سو بييه كي تو روسامبل - هذا البلد الذي يشبهك). وتعرض متحف بادرو في تونس العاصمة لهجوم مسلح في مارس اذار راح ضحيته أكثر من 20 شخصا بينهم أجانب. وقال برنار بيفو رئيس لجنة تحكيم الجائزة إن اختيار متحف باردو للإعلان عن القائمة القصيرة "مبادرة لتحية أرواح ضحايا الفكر والثقافة." بحسب رويترز.

وجائزة جونكور هي جائزة معنية بالأدب المكتوب باللغة الفرنسية تقدمها سنويا أكاديمية جونكور لأفضل عمل نثري بناء على وصية الكاتب الشهير ادموند دي جونكور (1822-1896). ومن المنتظر إعلان اسم العمل الفائز بجائزة هذا العام في الثالث من نوفمبر تشرين الثاني القادم بالعاصمة الفرنسية باريس. وقالت وزير الثقافة والمحافظة على التراث التونسية لطيفة الاخضر "ما حدث في متحف باردو في مارس الماضي لا يزيدنا إلا تمسكا بثقافة الحداثة والانفتاح وحب الحياة." ومن بين الفائزين سابقا بالجائزة الفرنسيون هنري ترويا في 1938 وسيمون دي بوفوار في 1965 ومارجريت دوراس واللبناني أمين معلوف في 1993 .

فوز ناتالي ازولاي وحقان غونداي

من جهة اخرى منحت جائزة "ميديسيس" وهي من اعرق المكافآت الادبية الفرنسية الى ناتالي ازولاي عن روايتها "تيتوس نيميه با بيرينس" (تيتوس لم يكن يحب بيرينيس) في حين كانت مكافأة الرواية الاجنبية من نصيب الكاتب التركي حقان غونداي عن "انكور". وكانت نتالي ازولاي المرأة الوحيدة في التصفية النهائية لجائزة غونكور التي منحت الثلاثاء الى ماتياس اينار عن روايته "بوسول" (البوصلة).

وقالت ازولاي "انا سعيدة جدا. كان اسبوعا شاقا لكنه ينتهي على اجمل ما يكون. كنت مرشحة لجوائز اخرى مع ما يرافق ذلك من ترقب وانتظار (...)". واستوحت نتالي ازولاي في كتابها من اعمال راسين (مسرحية "بيرينيس" التي نشرت العام 1670) وغاصت في احداث مرحلة الملك لويس الرابع عشر، لانجاز عملها الذي يبقى رغم ذلك رواية عصرية جدا مع خيبة امل غرامية راهنة. اما حقان غونداي (39 عاما) فيستوحي من مأساة المهاجرين غير الشرعيين ليشن حملة عنيفة على الذين يستغلون يأس هؤلاء الاشخاص بالتواطؤ مع سلطة فاسدة. وقد صدر كتابه "المزيد" العما 2013 في تركيا.

واوضح الكاتب وهو ابن دبلوماسي اقام طويلا في بروكسل "المهاجرون والممررون هم نتيجة اللامساواة الحاصلة على هذه الارض منذ فترة طويلة". ومضى يقول "طالما ان هذه اللامساواة وهذا العنف موجودان سنشهد المزيد من المآسي لذا ينبغي التحرك من الان لانه عندما يتعلق الامر بالبشرية لا يفوت الاوان ابدا" بحسب فرانس برس.

فرناندو ديل باسو يفوز بجائزة ثيرفانتس

في هذا السياق فاز الكاتب المكسيكي فرناندو ديل باسو (80 عاما) بجائزة ثيرفانتس اعرق الجوائز الادبية باللغة الاسبانية، على ما اعلن وزير الثقافة الاسباني. وكافأت لجنة التحكيم فرناندو ديل باسو "لمساهمته في تطوير الرواية جامعا بين التقليد والحداثة كما فعل ثيرفانتس في زمنه" على ما اوضح الوزير اينييغو منديث دي فيغو خلال مؤتمر صحافي. وقالت ممثلة الاكاديمية الملكية الاسباني إنيس فرنانديث اوردانييث ان فرناندو ديل باسو الذي يعتبر من اهم ممثلي الادب المكسيكي "هو من الادباء الذي يعدون اكبر عدد من القراء وقد حاز جوائز كثيرة (من المكسيك) ونحن نعتبر انه يستحق هذه الجائزة".

ولد ديل باسو العام 1935 في المكسيك وهو روائي وقد خاض مجال الرسم والدبلوماسية وتقديم البرامج الاذاعية. ومن اعماله "بالينوروس مكسيكو" (1982) و "اخبار عن الامبراطورية" (1987) و"خوسيه تريغو" (1966). وللكاتب المعروف بلحيته البيضاء ونظاراته وقمصانه الملونة اعمال شعرية ومسرحية ومحاولات ادبية وكتب اطفال. وقد تأثر بكتاب كبار في الادب العالمي مثل غوستاف فلوبير وجيمس جويس. وقد قال في مقابلة مع صحيفة "ايل باييس" قبل سنوات قليلة ان "التاريخ يشكل اساسا لرواياتي".

وتترافق جائزة ثيرفانتس مع مكافأة مالية قدرها 125 الف يورو. وقد منحت العام الماضي الى الكاتب الاسباني خوان غويتيسولو. ومن الفائزين السابقين بالجائزة البيروفي ماريو فارغاس يوسا (1994) والارجنتيني ارنستو ساباتو (1984) والمكسيكي اوكتافيو باز (1981) بحسب فرانس برس.

الياباني موراكامي ينال جائزة اندرسن

من جهته نال الروائي الياباني هاروكي موراكامي جائزة هانس كريستيان أندرسن الأدبية التي سبق أن قدمت لباولو كويلو و ج.ك. رولينغ. وتعد هذه الجائزة أعرق جائزة أدبية في الدنمارك وهي مصحوبة بمبلغ مالي قدره 500 ألف كرونة (71 ألف دولار). وأشادت لجنة التحكيم "بالمزيج الموفق بين النص الكلاسيكي والثقافة الشعبية والتقاليد اليابانية والنظرة الواقعية الرائعة والنقاش الفلسفي" في أعمال هذا الياباني الذي غالبا ما يذكر اسمه لترشيحات جوائز "نوبل".

وقد حصل موراكامي البالغ من العمر 66 عاما والذي بيعت ملايين النسخ من رواياته على جوائز أدبية عدة. وسيستلم الكاتب جائزته في أيلول/سبتمبر 2016 خلال حفل منظم في مدينة أودنسه مسقط رأس الكاتب الدنماركي الشهير هانس كريستيان أندرسن (1805 - 1875). وقد منحت هذه الجائزة إلى باولو كويلو سنة 2007 وج. ك. رولينغ سنة 2010 وسلمان رشدي سنة 2014. بحسب فرانس برس.

من تاجرة مخدرات الى أديبة وشاعرة؟

في سياق آخر نشأت راكيل دي اوليفيرا طفلة تصارع الجوع في البرازيل ثم فتاة تعيش في قلب اوساط الجريمة ثم زوجة لاحد اشهر تجار المخدرات وزعيمة لعصابة، لكنها قررت قبل عشر سنوات ان تطوي هذه الصفحات من حياتها، لتصبح اليوم شاعرة واديبة ينتظر القراء كتبها. في سن السادسة، كانت راكيل تتنشق الغراء لتخدر شعور التضور بالجوع، وفي سن التاسعة باعتها جدتها الى مستثمر في العاب القمار، وفي سن الحادية عشرة تلقت مسدسا كهدية. بعد ذلك تزوجت من نالدو، اكبر زعماء عصابات المخدرات في ضاحية روسينيا، كبرى مدن الصفيح في ريو دي جانيرو وفي البرازيل.

وبعدما قتل زوجها في اشتباك مع الشرطة تولت هي بنفسها شؤون تجارة المخدرات، لكن ادمانها على الكحول والكوكايين جعلها تخسر كل شيء. قبل عشر سنوات، قررت راكيل ان تتلقى العلاج من الادمان، وتعرفت على الشعر واحبته، ثم قررت ان تستأنف دروسها الثانوية ومن بعدها دارسة التربية في الجامعة. واليوم، في سن الرابعة والخمسين، نشرت راكيل رواية بعنوان "الرقم واحد"، تقول عنها "انها قصة حياتي، لولا الأدب لما تمكنت من مواجهة تاريخي".

اضافة الى ذلك، تشعر راكيل ان الكتابة تمتعها وتساعدها في الابتعاد عن المخدرات وتسكين الآلام، بحسب ما تقول في مقابلة مع مراسل وكالة فرانس برس في المعرض السنوي للكتاب في مدن الصفيح "اف لي يو بي بي"، الذي يقام في مرتفعات كوباكابانا. قبل سنتين نشر المعرض اولى القصائد الشعرية التي نظمتها راكيل، واليوم يعرض كتابها الجديد عن حياتها التي بدأت بائسة منحرفة وتحولت الى رحاب الادب والانتاج الفكري.

فوالدتها كانت تعمل مدبرة منزل وتعيش لدى مشغليها في منزل فخم في كوباكابانا، فنشات هي مع جدها الذي تكتفي بوصفه بانه "متحرش بالاطفال"، في منزل متداع في روسينيا تغطي ارضه اوراق الصحف. ومنذ الطفولة، كان شرابها مزيجا من النبيذ والماء المحلى، وتقول "كل الاطفال كانوا يشربون هذا الشراب، اما الكبار فكانوا يشربون حتى السكر..وما زلت اذكر كيف كنت اشعر بحرارة في وجهي بسبب الكحول".

في سن السادسة، حبسها والدها في الكوخ وتركها، فاعتلت السطح وهربت من سطح الى آخر، وعاشت وسط اطفال مدينة الصفيح الذين كانوا يمضون اوقاتهم بين تنشق الغراء واللعب بالطائرات الورقية. ثم توكلت بها جدتها الى سن التاسعة، بعد ذلك باعتها الى صاحب العاب قمار.

وتقول "كانت مدمنة على لعبة الروليت، وباعتني مقابل المال".

وكان صاحب العاب القمار هذا يشتري الفتيات من العائلات المعدمة، وكن غالبا ما ينتهين في براثن الدعارة. إلا ان راكيل نجت من هذا المصير بفضل كاهن مبشر كان ذا تأثير على الرجل فاقنعه بأن يتبناها. وفعلا، عاشت راكيل عند هذا الرجل كابنته، وفي سن الحادية عشرة اهداها مسدسا لتحمي نفسها.

في سن الخامسة والعشرين، تزوجت راكيل من نالدو، اكبر تجار المخدرات في روسينيا، وهو كان يتمتع بشخصية جذابة، وكان يعطي تصريحات لوسائل الاعلام، وهو اول من ادخل الاسلحة النارية الى الضاحية. وتقول عنه "كان حب حياتي، عشنا معا ثلاث سنوات رائعة". بعد مقتل زوجها، تحولت هي نفسها الى تجارة المخدرات، واصبحت بعد ذلك مدمنة على الكوكايين والكحول.

تقول "كانت الكوكايين تعويضا لي عن فقدان زوجي" بحسب فرانس برس.

في العام 2005، تطوع احد اصدقاء راكيل لمساعدتها، واقنعها بالعلاج من المخدرات. لا يبدو ان راكيل تحمل أسى من حياتها الماضية، بل كل ما يقلقها الآن ان تنجح في تحقيق مشاريعها، من الحصول على الماجستير في التربية، الى انهاء روايتها الجديدة وديوانين شعريين.

كيت أتكنسون تفوز بجائزة "كوستا" الأدبية

من جهتها فازت الروائية البريطانية كيت أتكنسون بجائزة "كوستا" الأدبية عن روايتها "حطام الإله"، لللمرة الثانية خلال 3 سنوات. وكانت أتكنسون قد فازت بالجائزة عام 2013 عن روايتها "حياة بعد حياة". وفازت أتكنسون بالجائزة أيضا عام 1995 عن روايتها "خلف الكواليس في المتحف". وفاز بالجائزة هذه السنة في فئة "الرواية الأولى" أندرو مايكل هيرلي عن روايته " The Loney "، وهي رواية رعب طبعت بثلاثمئة نسخة في طبعتها الأولى، وقد وصفتها لجنة التحكيم بأنها "رواية أولى لكنها متقنة جدا".

وحاز الشاعر السكوتلندي دون باترسون على الجائزة في فئة الشعر، بينما حصلت عليها المؤرخة أندريا وولف عن فئة "السيرة" وكانت الجائزة من فئة "كتب الأطفال" من نصيب فرانسيس هاردينج، عن رواية "شجرة الأكاذيب". وسيحصل كل من الفائزين على خمسة آلاف جنيه، ويتنافس الفائزون الخمسة على فئة "كتاب العام" الذي سيعلن في 26 يناير/كانون الثاني بحسب.

الكاتب الفرنسي الشهير ميشال تورنييه وداعا

في سياق آخر توفي الكاتب الفرنسي ميشال تورنييه الحائز على جائزة غونكور الشهيرة عن "لو روا دي زولن" في العام 1970، عن عمر يناهز 91 عاما. وفضلا عن جائزة غونكور، رشح تورنييه للفوز بجائزة نوبل للآداب. وترجمت كتاباته إلى لغات عديدة.

وقال لوران فيليكوليس الذي كان يعتبره الكاتب ابنه بالتبني "لقد توفي مساء الإثنين محاطا بأقاربه". وقال فيليكوليس "كنا نعيش معه على مدار الساعة فهو لم يعد قادرا على البقاء بمفرده منذ ثلاثة أشهر وقال آلان سينيور رئيس بلدية شوازيل حيث كان يقيم الكاتب، على بعد خمسين كيلومترا تقريبا جنوب غرب باريس "أعرب عن رغبته في أن يدفن هنا. كان مغرما بهذه البلدة وقد اختار موقع قبره تحت إحدى الأشجار"

وكان تورنييه الكاتب الوحيد الذي نال جائزة غونكور الأدبية الفرنسية العريقة بالإجماع، وطرح اسمه للفوز بجائزة نوبل للآداب، كما أن أعماله ترجمت للغات كثيرة. وقد استوحى تورنييه أعماله من أساطير قام بتجديدها بدقة وفكاهة. وهو دخل عالم الأدب متأخرا بعدما تجاوز سن الأربعين.

وفي العام 1967، فاز بالجائزة الكبرى للرواية التي تمنحها الأكاديمية الفرنسية عن كتابه "فاندرودي أو لي ليمب دو باسيفيك". وقد أكد نجاحه بعد ثلاث سنوات مع رواية "لو روا دي زولن" الذي حول إلى فيلم سينمائي العام 1996، ومع "لي ميتيور" العام 1975.

ولد تورنييه في 19 كانون الاول/ديسمبر 1924 في باريس من والدين متخصصين باللغة الألمانية، فطبع بالثقافة الألمانية. ودرس الفلسفة في جامعة سوربون وجامعة توبنغن. وعمل مترجما بين عامي 1950 و1968 وملحقا إعلاميا في إذاعة "أوروبا 1" ومدققا لدى دار بلون للنشر ومقدما لبرنامج تلفزيوني حول فن التصوير. ويعود آخر كتاب أصدره إلى حزيران/يونيو 2015 وهو مراسلات مع مترجمه الألماني هلموت فالير منذ العام 1946. بحسب فرانس برس.

استذكار صدور رواية "الجريمة والعقاب"

من جهة اخرى يتيح معرض مخصص لكتاب "الجريمة والعقاب" في سان بطرسبورغ لزائريه الغوص في عالم مؤلفه فيودور دوستويفسكي من خلال معاينة صور لهذه المدينة الروسية في القرن التاسع عشر ومشاهدة قطع مرتبطة بحبكة الرواية وحتى قراءة النص الكامل على الجدران، وذلك لمناسبة الذكرى السنوية الخمسين بعد المئة لصدوره.

وتوضح مديرة متحف دوستويفسكي في سان بطرسبورغ ناتاليا اشيمباييفا لوكالة فرانس برس أن الروائي الروسي "كان يريد +نبش كل الاسئلة+ من خلال هذه الرواية وهذه تحديدا فكرة معرضنا الذي يعكس جوانب عدة من هذا العمل". هذا المتحف المقام في الشقة التي سكن فيها فيودور دوستويفسكي في وسط العاصمة السابقة للامبراطورية الروسية، يفرد قاعة واسعة لهذا المعرض الذي يحمل عنوان "نبش كل الاسئلة" ويفتح ابوابه حتى نهاية اذار/مارس.

وقد صدرت هذه الرواية على دفعات عدة اعتبارا من 1866 وهي تحكي قصة روديون راسكولنيكوف الشاب الرافض للمنظومة الأخلاقية الجماعية والساعي لتوسيع حدود حريته من خلال انتهاك القواعد الاخلاقية والقتل. وحققت الرواية نجاحا كبيرا منذ صدورها. كذلك تمت ترجمتها الى لغات عدة بينها الانكليزية والفرنسية والألمانية والعربية وهي احدى اشهر روايات دوستويفسكي الى جانب "الاخوة كارامازوف" و"الأبله"، كما أنها مصنفة من بين كلاسيكيات الأدب الروسي الى جانب رواية "الحرب والسلم" لتولستوي وروايات اخرى لألكسندر بوشكين ونيكولاس غوغول.

ويتطرق دوستويفسكي في هذا العمل الأدبي الى مسائل عدة، من بينها حدود الحرية وشرعنة العنف وقيمة الحياة البشرية. وفي المعرض، يغطي النص الكامل لرواية "الجريمة والعقاب" جدران القاعة، كذلك تم تسليط الضوء على بعض المقاطع الى جانب قطع ورسومات ووثائق مرتبطة بالرواية في جو هادئ وغامض على السواء يشبه كثيرا طابع مدينة سان بطرسبورغ. ويقول رومان كوفتشنكو البالغ 33 عاما خلال زيارته المعرض برفقة والدته ايلينا "تشعرون حقا بأنكم تغوصون في عالم الرواية".

تقول غالينا سوموفا البالغة 45 عاما من ناحيتها "انها الرواية المفضلة عندي لدوستويفسكي وهي الاكثر قربا من اجواء سان بطرسبورغ. بالنسبة للأشخاص الذين يحبون الرواية وقرأوها مرارا، يمثل اكتشاف التفاصيل والفروق الدقيقة ومقارنة الخيال الشخصي مع ذلك الموجود لدى المنظمين امرا مثيرا جدا للاهتمام". ويلفت المنظمون الى أن المعرض يكشف "الأبعاد الثلاثة" للعمل المعقد لدوستويفسكي: الأول يمثل سان بطرسبورغ مع منازلها ومجاريها المائية وحاناتها على ما يظهر في رسوم لبوريس كوستيغوف وصور من القرن التاسع عشر.

أما البعد الثاني فيسلط الضوء على الحقبة التي دارت فيها أحداث رواية "الجريمة والعقاب" من خلال قطع متصلة بحبكة الرواية كـ"البطاقة الصفراء" (وهي بطاقة كانت تمنحها الشرطة للمومسات عليها الإسم والسن والديانة وتاريخ اخر زيارة طبية لهن) في اشارة الى مهنة احدى بطلات الرواية. كما يمكن لزوار المعرض دخول نسخة طبق الأصل من غرفة العجوز المرابية التي قتلها بطل القصة وقد عرضت فيها المقتينات المذكورة في الرواية مثل ساعة من فضة واوان من ذهب بحسب فرانس برس.

ويكتسي البعد الثالث طابعا فلسفيا ودينيا يسمح لابطال القصة باكتشاف "معنى أسمى للوجود"، فدوستويفسكي الذي اصبح متدينا في سنواته الاخيرة تطرق غالبا الى المسائل الدينية في كتاباته. وتقول ناتاليا اشيمباييفا ختاما ان "هذه الرواية هي نبع معارف ومصدر الهام لا ينضب".

اكتشاف قصة لكاتبة الأطفال بياتريكس بوتر

في سياق مقارب تنشر لأول مرة قصة لكاتبة قصص الأطفال البريطانية بياتريكس بوتر كتبت قبل أكثر من قرن مضى بعد أن اكتشفها الناشر جو هانكس. وتضم القصة التي تحمل عنوان (ذا تيل أوف كيتي إين بوتس) بعضا من أشهر الشخصيات في حكايات بوتر مثل الأرنب بيتر. واكتشف هانكس القصة بعد أن عثر على سيرة نفذت طباعتها للكاتبة من السبعينيات أشارت فيها إلى القصة في رسالة إلى ناشرها آنذاك ضمت المسودة غير المعدلة.

واكتشف هانكس بعدها ثلاث مسودات في دفاتر مدرسية كانت في أرشيف متحف فيكتوريا وألبرت بلندن إلى جانب رسم بدائي بالألوان لشخصية القطة كيتي إين بوتس. وقال هانكس في بيان "الحكاية هي فعلا أفضل ما كتبته بياتريكس بوتر. ففيها شخصيات مزدوجة وأشرار ينبضون بالحيوية إلى جانب عدد من الشخصيات المفضلة من حكايات أخرى بينها مستر تود ومسز تيكي وينكل وريبي وتاباثا تويتشت." وأضاف "والأهم من ذلك أن أرنبنا الغالي المزعج بيتر يظهر في القصة حتى لو كان أكبر في السن وأبطأ في الحركة."

ومن المقرر أن تنشر دار بنجوين راندوم هاوس القصة في سبتمبر أيلول مع رسوم كوينتين بليك أحد أشهر الرسامين البريطانيين. ووفقا لمقتطف نشرته دار بنجوين في موقعها الالكتروني تبدأ القصة كالتالي "كان ياما كان.. كانت هناك قطة سوداء صغيرة مجتهدة ومهذبة.. كانت ملكا لسيدة عجوز طيبة أكدت لي أنه لا توجد قطة أخرى مثل كيتي. كانت تعيش في خوف دائم من أن كيتي قد تُسْرَق منها.. أسمع أن القفازات المصنوعة من جلد القطط السوداء أصبحت موضة. أين ذهبت كيتي؟" بحسب رويترز.

اضف تعليق


التعليقات

الكاتب الأديب جمال بركات
مصر
أحبائي
المفروض أن الجوائز الأدبية هى نوع من التشجيع والتكريم المختار
جوائز التشجيع تكون للشباب لتحفيزهم وجوائز التكريم للمبدعين الكبار
لكن كثيرا ما تقلب الأوضاع في عالمنا عندما يهيمن على الأمور الصغار
وعالمنا العربي بصفة عامة ومصر على وجه الخصوص داخل هذا الإطار
أحبائي
دعوة محبة
أدعو سيادتكم الى حسن الحديث وآدابه....واحترام بعضنا البعض
ونشر ثقافة الحب والخير والجمال والتسامح والعطاء بيننا في الأرض
جمال بركات....مركز ثقافة الألفية الثالثة2019-01-09