تشهد الثقافة العربية نوع من التقلبات في مستوى النتاجات الثقافية بمختلف فنونها من حيث المضمون وحجمها من حيث الكم من عام الى اخر، وهذا العام يبدو المشهد الثقافي في العالم العربي منتعشا بالمبادرات والنشاطات الثقافية والاديبة، فهناك معارض متواترة للكتب في أكثر من عاصمة عربية، يُطلق على المعرض اسم أحد الأدباء الكبار ويتم الاحتفاء ببعض الأدباء والكتاب المتميزين ويكرّم عدد آخر منهم في تقاليد تعد جيدة قياسا بما يجري في المجالات الأخرى من إهمال، وهناك أسلوب الجوائز الأدبية العربية، بعضها يأتي على شاكلة بعض الجوائز الأوروبية كما حدث مع جائزة البوكر العربية للرواية، لكل انجاز ابداعية على المستوى الثقافية لا بد من يتوج بجائزة تحفيزية ترسخ حضور النتاجات الثقافية العربية المتميزة، وتسهم بتشجيع وتقدير المثقفين العرب المبدعين لتحفيزهم للمضي قدماً نحو آفاق أرحب للإبداع والتميز، مما سيؤدي إلى رفع مستوى الاهتمام والإقبال على النتاجات الثقافية العربية وزيادة الوعي الثقافي المعرفي.
في أحدث نشاط ثقافي بدأت في مدينة رام الله أعمال (ملتقى فلسطين الأول للرواية العربية) بمشاركة عشرات الأدباء والروائيين الفلسطينيين والعرب، وتنظم وزارة الثقافة الفلسطينية هذا الملتقى في دورته الأولى هذا العام تحت عنوان (دورة القدس ...دورة نبيل خوري).
اما في مصر بعد توقف ست سنوات عاد ملتقى القاهرة الدولي للنقد الأدبي للانعقاد من جديد في دورته الثانية تحت شعار (الحوار مع النص) بمشاركة 70 باحثا وناقدا ومفكرا، كانت الدورة الأولى للملتقى عقدت عام 2010 تحت عنوان (النقد الأدبي والواقع الثقافي) وحملت اسم الناقد محمد غنيمي هلال.
اما عمان فأنها تسعى لعقد شراكة غير معتادة بين الثقافة والاقتصاد، حيث تشهد سلطنة عمان مؤتمرا بعنوان (الاستثمار في الثقافة) تشارك فيه 15 دولة عربية وأجنبية ويسلط الضوء على سبل الاستفادة من الإرث الثقافي لخدمة المجتمع وتنميته.
اما على صعيد الجوائز الأدبية، فقد فاز الروائي والشاعر الليبي هشام مطر بجائزة بوليتزر عن روايته "العودة" (The Return) وهي سيرة ذاتية للمؤلف باللغة الإنجليزية، وأعلن مدير الجائزة مايك برايد فوز مطر في فرع "السيرة أو السيرة الذاتية" عن الرواية الصادرة عن دار نشر راندوم هاوس، وجاء في مسوغات منح الجائزة أن الرواية تقدم "مرثاة للوطن والأب بضمير المتكلم تفحص بمشاعر محكومة الماضي والحاضر في منطقة مأزومة"، وجائزة بوليتزر من أبرز الجوائز الدولية التي تقدمها سنويا جامعة كولومبيا في نيويورك بالولايات المتحدة في مجالات الأدب والموسيقى والصحافة، وتتناول الرواية سيرة المؤلف وعودته إلى ليبيا بعد 30 عاما قضاها في الخارج بسبب خلاف والده مع نظام العقيد الليبي معمر القذافي.
في الوقت نفسه فازت رواية (موت صغير) للسعودي محمد حسن علوان بالجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) في دورتها العاشرة، جاء الإعلان عن الجائزة في أبوظبي عشية افتتاح الدورة 27 لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب، وعلوان هو ثالث سعودي يفوز بالجائزة منذ إطلاقها في 2007 بعد عبده خال عن روايته (ترمي بشرر) في 2010 ورجاء عالم عن روايتها (طوق الحمام) في 2011.
فيما فازت رواية (جهاد ناعم) للكاتب محمد عيسى المؤدب بجائزة الكومار الذهبي إحدى أبرز الجوائز الأدبية في تونس وقيمتها 10 آلاف دينار (نحو أربعة آلاف دولار)، جاء الإعلان عن فوز (جهاد ناعم) الصادرة عن دار زينب للنشر خلال حفل توزيع الجائزة والتي تقدم للأعمال الصادرة بالعربية والفرنسية.
على صعيد مختلف، اقتنصت كاتبات إماراتيات نصيب الأسد في الدورة الرابعة "لجائزة الإمارات للرواية" التي أعلنت نتائجها، وفي فئة الرواية الطويلة فازت بالمركز الأول (أيام الزغنبوت) للكاتبة مريم الغفلي بينما فازت بالمركز الثاني (نسيت من أكون) للكاتبة نجاة المرزوقي، واقتنصت المركز الثالث رواية (البحث عن مملكة الشمس) للكاتب محمد الحمادي.
لكن معظم الجوائز العربية تظل حدثا ثقافيا ليس الا، ولعل الإعلام الثقافي يلعب دورا في ذلك. إن ما ينجم بعد الحصول على الجائزة هو الاحتفاء والإخبار، فيما يرى بعض المثقفين إن القارئ غالباً ما يصاب بحيرة إزاء هذا الكم الهائل الصادر من الكتب، وخاصة في مجال الإبداع الروائي.
عشرات الكتاب العرب في ملتقى فلسطين الأول للرواية العربية
بدأت في مدينة رام الله أعمال (ملتقى فلسطين الأول للرواية العربية) بمشاركة عشرات الأدباء والروائيين الفلسطينيين والعرب، وتنظم وزارة الثقافة الفلسطينية هذا الملتقى في دورته الأولى هذا العام تحت عنوان (دورة القدس ...دورة نبيل خوري). ومن المقرر أن يعقد الملتقى كل عامين، وقال وزير الثقافة الفلسطيني إيهاب بسيسو في حفل الافتتاح "بادرنا إلى فكرة جديدة.. ملتقى فلسطين للرواية العربية فعل ثقافي عربي على أرض فلسطين نتوجه إلى عمقنا العربي ونحقق جسرا من التواصل الإبداعي".
وأضاف "لماذا القدس؟ لأنها العاصمة والعنوان وتختصر وجودنا الفلسطيني وملحمة بقائنا على أرضنا. هي ببساطة خلاصة الروح الفلسطينية"، وأوضح بسيسو أن إطلاق اسم نبيل خوري على الدورة الأولى للملتقى لأنه "الروائي الفلسطيني المقدسي الذي سجل احتلال القدس الشرقية في عام 1967 من خلال روايته الشهيرة (حارة النصارى) التي تحمل ألم الخسارة والهزيمة وألم الفقدان"، وقال إن هذه الرواية "شكلت مدخلا لثلاثية روائية كانت من ضمنها (الرحيل) و(القناع) لتكون ثلاثية فلسطين".
وأضاف "بكل فخر يسعدنا بالتزامن مع انطلاق أعمال الملتقى أن نعيد طباعة الثلاثية من فلسطين كي تكون ضمن فعاليات هذا الملتقى وإحياء واحتفاء بالسيرة الإبداعية لمن كتب من القدس وعن القدس"، يشارك في الملتقى الذي يستمر خمسة أيام عدد من الكتاب والروائيين العرب من الجزائر وتونس والأردن والكويت ومصر والعراق وسوريا وليبيا والمغرب بعضهم مقيم في المهجر، ومن أبرز المشاركين في أعمال الملتقى واسيني الأعرج من الجزائر وطالب الرفاعي من الكويت وعلي بدر من العراق وسمحية خريس من الاردن وسمير قسيمي من الجزائر وخالد عويس من السودان والحبيب السالمي من تونس.
كما يشارك إبراهيم فرغلي من مصر وأحمد المديني من المغرب وشكري المبخوت من تونس وعلي بدر من العراق وليلى العثمان من الكويت ومها حسن من سوريا ونجوى بن شتوان ليبيا، وقال بسيسو إنه حتى يوم الأحد تمكن أكثر من 60 بالمئة من المشاركين من الحضور ومن المتوقع وصول آخرين خلال فترة انعقاد المؤتمر، من جانبه قال واسيني الأعرج لرويترز "الحاضرون هنا قدموا من مختلف الدول العربية والأجنبية لمناصرة فلسطين وفك الحصار عنها ولو رمزيا وبحضور رمزي"، ويرى الأعرج أن هدف الملتقى يتجاوز عنوانه وقال "الهدف ثقافي وفكري وحضاري ونضالي عندما تأتي إلى بلد شقيق لا يزال تحت نير الاحتلال لا أتصور أنك تأتي فقط لتقول أدبا ولكن تأتي للتضامن مع هذا البلد"، وأضاف "الحضور إلى هنا ليست مسألة سهلة لكنها فكرة من التحدي ضد الاحتلال وحتى لو لم يستطع البعض الحضور فالنسبة الحاضرة كبيرة وتغطي برنامج الملتقى"، ويرى الكتاب والروائيون الفلسطينيون أن الملتقى فرصة للتفاعل مع الروائيين العرب وتبادل التجارب معهم.
وقال الروائي الفلسطيني المشارك في أعمال الملتقى محمود شقير لرويترز "من جهة يحدث نوع من التفاعل بين الروائيين العرب والفلسطينيين ويعطيهم فكرة أوضح عن الرواية الفلسطينية وأين وصلت"، وأضاف "هذا الملتقى تعزيز لحضور الثقافة الفلسطينية وفك العزلة التي نعاني منها لأنها شيء ضار"، يشمل الملتقى عقد ندوات وورش عمل وعرض مؤلفات جديدة لعدد من الكتاب والروائيين المشاركين في أعماله، وسيشهد الملتقى إطلاق رواية (نرجس العزلة) للروائي الفلسطيني باسم خندقجي المعتقل في سجن إسرائيلي وعرض الفيلم الوثائقي (اصطياد الأشباح) للمخرج الفلسطيني رائد أنضوني الذي يتضمن تجربة مجموعة من المعتقلين الفلسطينيين خلال فترة التحقيق معهم في السجون الإسرائيلية، ويأمل وزير الثقافة الفلسطيني أن تنجح وزارته في طباعة أوراق العمل المقدمة إلى الملتقى ونشرها مساهمة من فلسطين في المشهد الثقافي العربي.
القاهرة تحيي المؤتمر الدولي للنقد الأدبي بعد توقف ست سنوات
بعد توقف ست سنوات عاد ملتقى القاهرة الدولي للنقد الأدبي للانعقاد من جديد في دورته الثانية تحت شعار (الحوار مع النص) بمشاركة 70 باحثا وناقدا ومفكرا، كانت الدورة الأولى للملتقى عقدت عام 2010 تحت عنوان (النقد الأدبي والواقع الثقافي) وحملت اسم الناقد محمد غنيمي هلال، وقال الناقد أحمد درويش مقرر المؤتمر ورئيس اللجنة المنظمة في افتتاح الملتقى الثاني يوم الاثنين "هذا ملتقى نحاول جميعا من خلاله أن نحيي قيما وننعش مفردات حضارية ننقلها من بطون المعاجم إلى واقع الحياة لكي نكون جديرين بالعيش في عالم متحضر"، وأضاف "في الملتقى السابق كرمنا محمد غنيمي هلال واليوم نعقد المؤتمر في مئوية ميلاد عبد القادر القط الذي ولد عام 1916 ورحل عنا سنة 2002 وقدم نموذجا اتفق تماما مع المحاور التي نتحدث حولها"، ينظم المجلس الأعلى للثقافة في مصر الملتقى الذي يستمر إلى العاشر من مايو أيار بمشاركة باحثين من مصر والسعودية ولبنان والأردن والجزائر والمغرب وتونس والسودان وسوريا واليمن والعراق وليبيا وأذربيجان.
ويتناول الملتقى ستة محاور هي الحوار مع النص الشعري والحوار مع النص السردي والحوار مع النص النقدي والحوار مع الدراما والحوار مع النص الإعلامي والحوار مع التجليات الأخرى للنص، وقال هيبة هيبتوف أستاذ اللغة العربية وآدابها بجامعة باكو في أذربيجان في كلمة نيابة عن المشاركين غير المصريين بالملتقى "تحتضن القاهرة اليوم ملتقى بالغ الأهمية مما يدل على أن مصر كانت ولا تزال مركزا ثقافيا وأدبيا يجتمع فيها الأدباء منذ قديم الزمان لتبادل آرائهم وتقاسم أفكارهم وإبداعاتهم الأدبية". بحسب رويترز.
وأضاف "النقد الأدبي له دور كبير في تثقيف الشعوب وتوعيتها كما أن رسالته الرئيسية لا تتلخص في تقييم وتقويم الأدب فحسب بل تواكب خلال سطورها سير الأحداث في مجتمعاتنا وتاريخها"، وكرم وزير الثقافة المصري حلمي النمنم خلال افتتاح الملتقى أسرة الناقد الراحل عبد القادر القط ممثلة في زوجته وابنه وابنته وأهداهم درع المجلس الأعلى للثقافة، وقال النمنم في كلمة الافتتاح "نحتاج في حياتنا العامة إلى النقد على كافة المستويات.. النقد الأدبي والنقد الاجتماعي والنقد القيمي والنقد الأخلاقي والنقد السياسي والنقد الديني أيضا"، وأضاف "كل النصوص في حياتنا بحاجة إلى نقد وبحاجة إلى إعادة التأمل.. كل النصوص بلا استثناء وهذا هو دور النقاد"، وتصدر نتائج وتوصيات الملتقى في ختام أعماله.
فوز الروائي الليبي هشام مطر بجائزة بوليتزر عن رواية "العودة"
فاز الروائي والشاعر الليبي هشام مطر بجائزة بوليتزر عن روايته "العودة" (The Return) وهي سيرة ذاتية للمؤلف باللغة الإنجليزية، وأعلن مدير الجائزة مايك برايد فوز مطر في فرع "السيرة أو السيرة الذاتية" عن الرواية الصادرة عن دار نشر راندوم هاوس، وجاء في مسوغات منح الجائزة أن الرواية تقدم "مرثاة للوطن والأب بضمير المتكلم تفحص بمشاعر محكومة الماضي والحاضر في منطقة مأزومة"، وجائزة بوليتزر من أبرز الجوائز الدولية التي تقدمها سنويا جامعة كولومبيا في نيويورك بالولايات المتحدة في مجالات الأدب والموسيقى والصحافة، وتتناول الرواية سيرة المؤلف وعودته إلى ليبيا بعد 30 عاما قضاها في الخارج بسبب خلاف والده مع نظام العقيد الليبي معمر القذافي.
ولد مطر عام 1970 في مدينة نيويورك لأبوين ليبيين وقضى طفولته بين طرابلس والقاهرة وفازت أولى رواياته (في بلد الرجال) في عام 2006 بست جوائز دولية وترجمت إلى 28 لغة، اختيرت روايته الثانية (تشريح اختفاء) في 2011 من بين أفضل الكتب في العام في استطلاع مجلتي الجارديان وشيكاجو تريبيون.
يعيش مطر حاليا بين مدينتي نيويورك ولندن ويعمل أستاذا جامعيا في كلية برنارد بجامعة كولومبيا، وبعد الفوز بجائزة بوليتزر هنأه عدد كبير من الكتاب والمثقفين عبر وسائل التواصل الاجتماعي من بينهم الناشر المصري إبراهيم المعلم رئيس مجلس إدارة الشروق التي تتولى طبع وتوزيع كل أعمال الكاتب والروائي الليبي باللغة العربية، وقالت الشروق إن النسخة العربية من الرواية الفائزة ستصدر قريبا.
(موت صغير) للسعودي محمد حسن علوان تفوز بجائزة البوكر العربية
فازت رواية (موت صغير) للسعودي محمد حسن علوان بالجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) في دورتها العاشرة، جاء الإعلان عن الجائزة في أبوظبي عشية افتتاح الدورة 27 لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب، وعلوان هو ثالث سعودي يفوز بالجائزة منذ إطلاقها في 2007 بعد عبده خال عن روايته (ترمي بشرر) في 2010 ورجاء عالم عن روايتها (طوق الحمام) في 2011، تقدم (موت صغير) الصادرة عن دار الساقي سيرة روائية متخيلة لحياة الفيلسوف محيي الدين بن عربي منذ ولادته في الأندلس في منتصف القرن السادس الهجري وحتى وفاته في دمشق، وقالت سحر خليفة رئيسة لجنة التحكيم "تنبش رواية (موت صغير) في حياة ابن عربي، وتستحضر الرواية مرحلة تاريخية بصراعاتها وحروبها واضطراباتها وكيف في قلب هذا الخضم تتشكل وتتطور مسيرة حياة ابن عربي الإنسان".
ولد علوان في الرياض عام 1979 ويقيم في تورنتو بكندا. صدرت له أربع روايات قبل (موت صغير) هي (سقف الكفاية) في 2002 و(صوفيا) في 2004 و(طوق الطهارة) في 2007 و(القندس) في 2011 التي وصلت إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية في 2013، وبفوز علوان بالبوكر العربية يحصل على 50 ألف دولار إضافة إلى 10 آلاف دولار كان قد حصل عليها مثل كل كاتب بلغ القائمة القصيرة للجائزة.
وضمت القائمة القصيرة ست روايات هي (السبيليات) للكويتي إسماعيل و(زرايب العبيد) لليبية نجوى بن شتوان و(مقتل بائع الكتب) للعراقي سعد محمد رحيم و(في غرفة العنكبوت) للمصري محمد عبد النبي و(أولاد الغيتو-اسمي آدم) للبناني إلياس خوري و(موت صغير) للسعودي محمد حسن علوان، وتختص الجائزة العالمية للرواية العربية بمجال الإبداع الروائي باللغة العربية وترعاها مؤسسة جائزة البوكر في لندن بينما تمولها هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في الإمارات، وبادر عدد من الكتاب والشعراء السعوديين بتهنئة علوان على هذا الفوز من بينهم رشيد الصقري ومعجب الشمري ولطيفة الشعلان وطاهر الزهراني وضيف فهد وإيمان الحمود وهالة القحطاني وفارس الهمزاني، كما هنأه الروائي الكويتي سعود السنعوسي والروائي العراقي أحمد سعداوي والكاتبة السورية غالية قباني والروائي التونسي كمال الرياحي والكاتب المصري سيد محمود، وقال ياسر سليمان رئيس مجلس أمناء الجائزة العالمية للرواية العربية "تسحرك رواية (موت صغير) بانسيابيتها وانتظام سردها وهدوء حركتها الداخلية، فتجعلك تغوص في عوالم بطلها، ابن عربي، في حله وترحاله وكأنك هو في أزمان مضطربة تصارع مآسيها بصبر يتردد"، وأضاف "تتدفق الرواية بين يديك، وتجري وراءها بشغف أخاذ وإيقاع متوازن يشهد لكاتبها محمد حسن علوان بقدرة رائعة على حياكة السرد دون تزويق أو بهرجة".
رواية (جهاد ناعم) تفوز بجائزة الكومار الذهبي في تونس
فازت رواية (جهاد ناعم) للكاتب محمد عيسى المؤدب بجائزة الكومار الذهبي إحدى أبرز الجوائز الأدبية في تونس وقيمتها 10 آلاف دينار (نحو أربعة آلاف دولار)، جاء الإعلان عن فوز (جهاد ناعم) الصادرة عن دار زينب للنشر خلال حفل توزيع الجائزة والتي تقدم للأعمال الصادرة بالعربية والفرنسية.
وتتناول الرواية رحلة هجرة غير شرعية بطلها نضال فتح الله الذي يتجه بحرا إلى إيطاليا برفقة شبان من تونس وليبيا والمغرب والجزائر والسنغال. وتتعرض الرواية لقضايا من بينها العنف والإرهاب والفساد، وتشكلت لجنة التحكيم من مسعودة بن بوبكر ونزيهة الخليفي ورضا الكافي ومحمد محجوب والمنصف الوهايبي.
وقالت لجنة التحكيم في مسوغات منح الجائزة "تذهب الجائزة إلى (جهاد ناعم) التي جمع فيها كاتبها بين جمالية الكتابة ودقة المعمار الروائي وثراء المواضيع وكثافة الأحداث مع القدرة على التخيل وعمق الرؤية الفنية والفلسفية التي تتنزل في مرارة الراهن بأزماته ومآسيه"، ومنحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة عن الأعمال الصادرة بالعربية لرواية (سفير القلب) للكاتبة أمينة رزيق فيما ذهبت "جائزة الاكتشاف" لرواية (حمدان والزمان) للكاتب الحبيب بن محرز، وفي فئة الأعمال الصادرة باللغة الفرنسية تقاسم جائزة الكومار الذهبي يامن المناعي وبشير قربوج، ومنحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة لهذه الفئة مناصفة إلى أحمد محفوظ وجلبار نقاش فيما ذهبت "جائزة الاكتشاف" إلى جميلة بن مصطفى، تأسست جائزة الكومار الذهبي للرواية التونسية التي تدعمها شركة تأمينات كومار تحت إشراف وزارة الثقافة عام 1997 وهي تحظى باحترام كبير في الوسط الأدبي التونسي.
سلطنة عمان تستطلع آفاق "الاستثمار في الثقافة"
في مسعى لعقد شراكة غير معتادة بين الثقافة والاقتصاد، تشهد سلطنة عمان الأسبوع القادم مؤتمرا بعنوان (الاستثمار في الثقافة) تشارك فيه 15 دولة عربية وأجنبية ويسلط الضوء على سبل الاستفادة من الإرث الثقافي لخدمة المجتمع وتنميته.
ينظم المؤتمر النادي الثقافي في سلطنة عمان بالتعاون مع وزارة التراث والثقافة والجمعية الاقتصادية العمانية ومؤسسة بيت الزبير في الفترة من 11 إلى 13 أبريل نيسان، وقالت عائشة بنت حمد الدرمكية رئيس مجلس إدارة النادي الثقافي في مؤتمر صحفي بالعاصمة مسقط "المؤتمر يهدف إلى زيادة الإجابة عن مجموعة من التساؤلات من أهمها: كيف يتم تحويل المواد الثقافية إلى مواد اقتصادية إلى جانب نوع المشروعات الاقتصادية التي يمكنها الاستثمار في الثقافة فضلا عن كيفية استفادة المشروعات الصغيرة والمتوسطة من مواد الثقافة اقتصاديا إضافة إلى عرض أهم التجارب الاستثمارية الاقتصادية العربية أو العالمية التي نجحت في استثمار الثقافة"، وأضافت أن اللجنة العلمية للمؤتمر "استلمت نحو 120 ورقة بحثية من مختلف الدول العربية والأجنبية وبعد الفرز والمراجعة تم اختيار 38 ورقة بحثية طبقا لمواصفات علمية دقيقة هدفها اختيار البحوث الرصينة ذات الرؤية العملية والأكاديمية الدقيقة التي تقوم على منظور تجريبي وعلمي واضح". بحسب رويترز.
تشارك بالمؤتمر دول السعودية والكويت وقطر والبحرين والسودان والمغرب ومصر واليمن وتونس والجزائر وإيران وفرنسا وألمانيا وباكستان إضافة إلى سلطنة عمان، ويشمل المؤتمر ثماني جلسات على مدى ثلاثة أيام بالمتحف الوطني في مسقط والنادي الثقافي ومؤسسة بيت الزبير، ومن بين الأوراق البحثية التي يناقشها المؤتمر (الأسس الاستراتيجية لاستثمار التراث الثقافي في التنمية السياحية) و(أثر الاستثمار في الفعاليات الثقافية) و(تسويق الثقافة وإشكالية النهوض بالصناعات الثقافية) و(الاستثمار الثقافي في تصميم المدن المستدامة) و(المكون الثقافي للشعوب وأثره على التنمية الاقتصادية) و(الأبعاد الاقتصادية للصناعات الإبداعية) و(السياحة الثقافية في سلطنة عمان).
ومن أبرز المشاركين الروائية المغربية زهور كرام والشاعرة القطرية سميرة عبيد والناقد الجزائري رشيد بن مالك والكاتبة الكويتية بزة الباطني والأكاديمية التونسية هالة الهذيلي والمخرج السعودي أيمن جمال والشيخ خالد خليفة آل خليفة من البحرين.
أدب المرأة يهيمن على "جائزة الإمارات للرواية" في دورتها الرابعة
اقتنصت كاتبات إماراتيات نصيب الأسد في الدورة الرابعة "لجائزة الإمارات للرواية" التي أعلنت نتائجها، وفي فئة الرواية الطويلة فازت بالمركز الأول (أيام الزغنبوت) للكاتبة مريم الغفلي بينما فازت بالمركز الثاني (نسيت من أكون) للكاتبة نجاة المرزوقي، واقتنصت المركز الثالث رواية (البحث عن مملكة الشمس) للكاتب محمد الحمادي.
وفي فئة الرواية القصيرة فازت بالمركز الأول رواية (شرف 18) للكاتبة عبرة المرزوقي وتقاسمت المركز الثاني روايتا (قصتي الأخرى) للكاتبة فاطمة المزروعي و(فاليوم) للكاتب إبراهيم المرزوقي، وفازت بالمركز الثالث رواية (قوس الرمل) للكاتبة لبنى المنصوري، تشكلت لجنة التحكيم من الناقدة والشاعرة الإماراتية أمينة ذيبان والروائي المصري ناصر عراق والقاصة الإماراتية صالحة عبيد والكاتبة الإماراتية فاطمة الزعبي.
اختارت لجنة التحكيم الأعمال الفائزة من بين 26 عملا روائيا واعتبرت أن تفوق الكاتبات الإماراتيات ونيلهن النصيب الأكبر من الأعمال الفائزة "يعكس الصورة الثقافية الإماراتية التي تسودها نون النسوة".
وقال الأمين العام للجائزة جمال الشحي في مؤتمر صحفي يوم الخميس "الجائزة تواصل كتابة قصة نجاحها منذ انطلاقها والذي يتضح في زيادة عدد المشاركين من عام لآخر مع ملاحظة التطور الكبير في نوعية المحتوى والأعمال الأدبية المقدمة"، تأسست الجائزة في 2013 وهي مخصصة لأدباء الإمارات وتنظمها سنويا المنطقة الإعلامية (تو فور 54) تحت رعاية وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، ويقام حفل تكريم الفائزين خلال الأيام الأخيرة من معرض أبوظبي الدولي للكتاب المقرر إقامته هذا العام في الفترة من 26 أبريل نيسان إلى الثاني من مايو أيار.
معرض للتشكيلي محمد صبري بمناسبة مئوية ميلاده ينعش ذاكرة فن الباستيل
استعاد هواة وطلبة وأستاذة الفنون التشكيلية ملامح مصر في القرن العشرين من خلال معرض للوحات رائد فن الباستيل محمد صبري عاشق القاهرة الشعبية الذي يحتفل هذا العام بمرور مئة عام على ميلاده، وافتتحت كلية الفنون التطبيقية بجامعة حلوان يوم الاثنين معرض طالبها النابغ الذي تخرج فيها عام 1937 وأصبح أحد أبرز الفنانين التشكيليين العرب وربما أطولهم عمرا بحضور عدد كبير من أساتذة ونقاد الفن التشكيلي من بينهم محمد زينهم رئيس الجمعية العربية للحضارة والفنون الإسلامية وحمدي أبو المعاطي نقيب الفنانين التشكيليين وأحمد الجنايني رئيس أتيليه القاهرة.
يضم المعرض 20 لوحة جميعها بألوان الباستيل تبدأ زمنيا من أربعينات القرن العشرين وحتى مطلع القرن الحادي والعشرين وغلب على معظمها المناظر الطبيعية والأحياء الشعبية والقرية المصرية التي انشغل بها صبري وجسدها في كثير من أعماله.
وقال الجنايني لرويترز في افتتاح المعرض "لا يختلف اثنان على أن محمد صبري هو رائد فن الباستيل في مصر وفي المنطقة العربية. أضاف إلى خامة الباستيل الكثير، استطاع أن يقف على أسرار هذه الخامة، تعامل معها باحترافية عالية جدا، سواء كان في استخدامه للخامة أو حتى اختياره للقطة البصرية التي يطوع لها الخامة".
وأضاف "هو من الفنانين القلائل الذين تستطيع أن ترى في أعمالهم تأثير الضوء دون أن ترى مصدره. هذا واضح في أكثر من عمل من الأعمال العشرين المعروضة اليوم"، وتابع قائلا "يستطيع صبري أن يضع اللون الساخن مع اللون البارد ويجعل المسافة ما بين الساخن والبارد ليست حائرة لكنها مساحة بها إمكانية الحركة.. يمنحك الحركة بشكل مختلف فالحركة عند محمد صبري ليست في شخص يجري أو ماكينة تدور لكن في انتقال اللون من منطقة إلى منطقة، فهو يتعامل مع اللون كأنه موسيقى تستطيع أن تراها بعينيك لا أن تسمعها بأذنيك".
وسبق لصبري الحصول على جائزة الدولة التقديرية في 1997 إضافة لوسام الاستحقاق من درجة فارس من الحكومة الإسبانية ووسام الملكة إيزابيل من إسبانيا أيضا، وقال جورج نوبار عميد كلية الفنون التطبيقية بجامعة حلوان لرويترز "نقيم هذا المعرض بمناسبة مئوية ميلاد محمد صبري وكذلك في إطار حملة ترشيحه للحصول على جائزة النيل أرفع الجوائز المصرية، وتدعمنا في هذا الترشيح جامعة المنيا ونقابة الفنانين التشكيليين"، وأضاف "حرصنا على دعوة طلاب من مختلف الكليات والمدارس لهذا المعرض للتعريف بفن محمد صبري الذي يحظى بشهرة عربية ودولية".
يستمر المعرض حتى الثلاثين من أبريل نيسان الجاري، ورغم عدم تمكن صبري من الحضور بشخصه لافتتاح المعرض إلا أن ابنه هاني الأستاذ بكلية الفنون الجميلة كان حاضرا وقدم عرضا موجزا عن خلفية بعض اللوحات، وقال لرويترز "هذا المعرض من أهم المعارض بالنسبة لأبي بشكل شخصي لأنه يقام بكلية الفنون التطبيقية بيته الأول الذي تخرج فيه. المعرض يضم 20 لوحة من مراحل مختلفة على مدى حياته من المغرب إلى إسبانيا إلى مصر وهي الأماكن التي استلهم منها معظم أعماله".
وأضاف "لا يزال أبي منتجا إلى الآن رغم تقدمه في العمر فقد رسم لوحات قليلة خلال العامين الماضيين وله لوحات في 2014 وما قبلها"، وأبدى نقيب الفنانين التشكيليين حمدي أبو المعاطي إعجابه بالمعرض الذي قال إنه حرص على حضور افتتاحه لما له من أهمية فنية وأهمية شخصية تتعلق بالفنان نفسه، وقال أبو المعاطي "محمد صبري من الفنانين المميزين جدا ومن رواد الحركة التشكيلية المعاصرة. تناول في أعماله البيئة المصرية والبيئة المحيطة به سواء في أوروبا أو في مصر، فتجد مناظر من الريف المصري والأوروبي والأحياء التراثية"، وأضاف "من العوامل المهمة في إنتاج محمد صبري أن كل إنتاجه بألوان الباستيل وهو ما أعطى له خصوصية كبيرة في منتجه الفني".
اضف تعليق