q

كعادته طوال فترة عمله كرئيس للولايات المتحدة الامريكية، خرج اوباما الى العالم مبتسما في مؤتمر صحفي وذلك مساء يوم الاربعاء المصادف 18 كانون الثاني 2017، اي قبل ان يغادر دفة الرئاسة بيومين، وبالتأكيد ان خليفته ترامب كان من اول المتابعين لهذا المؤتمر، على اعتبار انه سيستمع الى حصيلة تجربة اوباما التي ربما ستنفعه في مهمته القادمة.

اوباما هو الاخر كان على علم من ان ترامب يجلس امام شاشة التلفاز يترقب اقواله، ويرصد كلماته واحدة بعد الاخرى لذلك كان دبلوماسيا ولم يطلق اي كلمة قد تحرج الرئيس الجديد او تقلل من عزيمته، ولكنه في الوقت نفسه اراد ان يترك له بعص التوصيات، حيث وجه له انتقادا غير مباشر، عندما قال: بأن الرؤساء الامريكيين يعتمدون في قراراتهم على فريق من المستشارين، بمعنى ان على ترامب ان لايطلق التصريحات جزافا وان يستمع لمن حوله، وفي الوقت نفسه اراد اوباما ان يطمئن العالم بان ترامب لن يستطيع تنفيذ كل تصريحاته النارية، بل انها تندرج ضمن الترويج الانتخابي ولن يكون لها وجود على ارض الواقع لان المؤسسة السياسية الامريكية تقتضي ان يستمع الرئيس لبقية الكادر السياسي.

الشيء الاخر الذي شاء اوباما ان يوصي ترامب به هو القضية الفلسطينية التي يبدو بأنها ستكون من الملفات الساخنة في السنين القادمة، حيث ابدى تخوفاته من عدم التوصل الى تسوية نهائية للصراع الفلسطيني – الاسرائيلي، وربما انه اراد من ذلك بان فترة رئاسته قد مهدت الطريق لترامب ليضع النقاط على الحروف الاخيرة من هذه القضية، يجب ان تتفرغ اسرائيل لأداء ادوار اكثر اهمية بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية، مثل الانتقال بمشروع الشرق الاوسط الجديد من النظرية الى التطبيق.

اما روسيا، فقد تحدث عنها اوباما بصراحة، مبينا بان على ترامب ان يفهم بانها (اي روسيا) أصغر من دولتهم العظمى وكيف ان امريكا لوحدها تستطيع ان تعاقب روسيا عندما ترتكب خطأ وان امريكا وحدها ايضا لها الحق برفع العقوبات عنها، وهنا تقع على ترامب مسؤولية المحافظة على هيمنة الولايات المتحدة وان لايسمح لروسيا بان تتجاوز الخطوط الحمراء التي وضعت حولها منذ انهيار الاتحاد السوفيتي.

اخيرا اذا كانت هذه وصايا اوباما لترامب، فهل سيلتزم الاخير بها؟ ام ان لترامب وجهة نظر اخرى قد تختلف مع رؤية اوباما وتجربته في الحكم؟

* باحث في مركز الدراسات الاستراتيجية/قسم ادارة الازمات–جامعة كربلاء

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق