q

أحسن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إنه لم يحضر قمة النفاق العربي، وهو يدرك أن هذه القمة ستكرس مشاريع عربية لتدمير العراق وسوريا واليمن وتديم الضعف العربي لصالح محميات تعمل لحساب إسرائيل وأمريكا، وكان الوفد المصري موفقا في رفض بعض المشاريع السلبية الى جانب وفود العراق والجزائر وهذا مايفسر عدم وجود تمثيل فاعل لبعض الدول العربية التي كانت تريد المضي في النهج السابق الذي إختطته للقمم العربية الأخيرة التي أضعفت العرب أكثر ومزقت الجامعة العربية وجعلت بعض البلدان تفقد الثقة ببعضها، وبمستقبل الوجود العربي المتواضع والمنهار أمام التحديات الصعبة والقاسية.

واضح تماما أن الوفود العربية حضرت لمجرد الحضور والمشاركة، وإلقاء كلمات وإلتقاط صور ليست فاضحة طبعا، وإجراء مشاورات ثنائية والتعبير عن آراء ومواقف بعضها باهت وفاشل وغير ذي قيمة، وتتجاهل تلك القمم الوضع العربي المأزوم، ولاتناقش القضية الفلسطينية التي لم تعد من ضمن الأولويات، بينما يركز البعض على مهاجمة إيران والظهور أمام الكاميرات وهو يشير الى عدوانية إيران وتهديدها للأمن القومي العربي الذي إنتهكته بعض الدول العربية التي تدعم داعش خاصة وإن إحدى تلك الدول العربية تدعم التنظيم الإرهابي بشكل مباشر ثم تأتي للحديث عن الأمن القومي العربي.

المصريون يعرفون أن من يدعم أنصار جيش المقدس وداعش والقاعدة ليست إيران، بل دولة خليجية، والشعب المصري واع تماما، كذلك حكومة الرئيس السيسي التي تعمل بهدوء وتحاول مواجهة العواصف دون إنفعال خاصة وهي تدرك حجم المؤامرة التي تفرضها بعض المنظومات العربية المتحالفة مع دولة إقليمية أرادت ترسيخ حكم بعينه، ولذلك فليس من لوم على المصريين حين يخوضون في بحر شديد الموج ولايستقر.

العرب فشلوا وسيفشلون لأنهم يركزون على صناعة الأعداء ولايلتفتون الى عدوانهم الذي يتأجج في نفوسهم على بعضهم، ويتجاهلون عن مشاكلهم بتصدير الإتهامات الى الخارج ورميها في إتجاهات مختلفة، وليس من مستقبل للعرب وهم يسمحون لأنفسهم ببيع المواقف وتقديم الدعم للجماعات الإرهابية التي تعمل في سوريا والعراق وسيناء وقد جعلوا بلدانا عظيمة مثل العراق وسوريا ومصر تدفع ثمنا باهظا من خزينتها العامة وقوت شعوبها المنهكة والمقاومة ولمجرد أن هذه الدولة أو تلك تمارس دورا لحساب إسرائيل وأمريكا.

معروف أن العديد من الدول العربية تعاني من تراكم الأزبال حتى أصبحت قمما في عواصمها وضواحي مدنها، على العرب أن يزيلوا قمم الأزبال، ويناطحوا قمم الجبال، ليصلوا الى مرحلة عقد القمم السياسية ويتفاخروا أنهم أمة فاعلة.

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق