q
آراء وافكار - مقالات الكتاب

الخبر العروس

زفت الحكومة العراقية الى شعبها العزيز (الخبر العروس) المتعلق بنية واشنطن تسليم بغداد طيارة فانتوم من النوعية الممتازة، وهو مايشكل فيلم رعب أمريكي سيجعل من داعش ترتجف وتصرخ وتتلوى وتنصعق، ثم تذوب وتضيع، ولايعود لها من أثر!

الطيارة الجميلة المدللة لانعلم على الإطلاق متى ستصل، وهل سيقودها عريس عراقي، أم أمريكي، وما إذا كانت ستقصف داعش، أم الجيش العراقي؟ فقد شهدت الفترة الماضية إنزال أطنان من الأسلحة والمساعدات الى تنظيم داعش ومقاتليه المنتشرين في جبهات قتال متعددة في العراق، بينما قصفت مجموعات من المتطوعين لقتال التنظيم، ومعهم قطعات عراقية أيضا، الأمر الذي يبعث على الشك والريبة في نوايا واشنطن وحلفائها الكثر الذين يعملون على تحقيق مصالح لاتلتقي بالضرورة والنوايا والمصالح العراقية ومصالح الدول والشعوب المتضررة من داعش ومع كل ماقيل ويقال عن توظيف غربي لهذا التنظيم ليقوم بأدوار ترسمها دوائر المخابرات الأمريكية والغربية دون النظر في مايلحق بالمنطقة العربية والشرق الأوسط وبلاد المسلمين من مصائب تتكرر وتتوالى وتؤذي ولاتترك مكانا إلا ولها فيه أثر.

كل ماجرى ويجري في العراق من نوائب ومصائب لم يحرك مشاعر القادة الأمريكيين وظلوا يماطلون في تجهيز بغداد بما تحتاج إليه من سلاح ومعدات وخبرات ولأسباب مجهولة لدى البعض ومعروفة لآخرين، فهي كانت تلقي باللائمة على حكومة المالكي لطريقته السيئة في الإدارة، ونوع العلاقة التي ربطته بخصومه السياسيين ولعدم توفر الثقة الكاملة بين الطرفين عدا عن مخاوف أمريكية من وقوع المعدات والطائرات المباعة للعراق بيد الإيرانيين الشاطرين في فك أسرارها ودراستها وتصنيعها إيرانيا! ثم هي تعود للتحدث عن إحتمال تسليم العراق أولى الطائرات الحربية النفاثة، يأتي ذلك وقد مضى على العراق مايقرب من النصف عام يحارب في جبهات عدة تنظيما إرهابيا عنيفا دمر وهجر وقتل وسبى ونفى وإغتصب ونهب كيف شاء ودون رادع يردعه!

الحكومة العراقية الحالية بصدد جمع أصوات الثقة من أطراف دولية وإقليمية ومن خلال زيارات مكوكية تقوم بها قيادات فاعلة ورؤساء السلطات الثلاث، ومن الأجدر بأمريكا أن تقدم الدعم لمن تقول هي عنه، إنه محل ثقة، وأن لاتتركه يركض خلف الروس وغيرهم من حلفاء في المنطقة بحثا عن دعم للصمود ومواصلة التحد الكبير الذي يواجهه هذا البلد، لكن أن تبقى واشنطن تماطل ولاتقدم شيئا يعتد به فهذا هو النكال بعينه بالوعود ولا مستقبل لعلاقة متوازنة إذن في ظل توتر كبير وأمل يتضاءل.

..........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق