q

شبكة النبأ: ما تقوم به داعش من تجنيد الالاف من الشباب للقتال في صفوفها، وتجنيد المئات من الشابات، يعزوه الكثيرون الى اسباب الاضطراب النفسي، او الاضطراب الاجتماعي، او الاغتراب في حالة المتطوعين من الدول الاوربية، والى اسباب سياسية من قبيل عدم تداول السلطة او منع المشاركة السياسية، او غيرها من اسباب تتوزع على العناوين الرئيسية.

وهي اسباب تحمل مقدارا من الصحة، لكنها ليست كل الاسباب وجميعها، لانها لو كانت كذلك، لفعلت القاعدة قبل سنوات نفس الشيء، وجندت اعدادا بمثل ما تقوم به داعش الان، طالما اننا لم نغادر جميع اسباب وممكنات التحشيد حتى من قبل ظهور القاعدة واخواتها الحركات الاهابية في العالم.

برأي كاتب السطور، ان داعش تستفيد من ثلاثة محفزات لتجنيد الشباب ذكورا واناثا، وهو ما يمكن تسميته بثالوث التحفيز وهو (الاكشن – المال – الجنس).

يمكن النظر الى المحفز الاول، من خلال كمية الاعلان وحجمه الذي يظهر على القنوات الفضائية، والذي لم يكن موجودا بهذه الكثرة قبل سنوات، واعتماد الاعلانات حول المشروبات او انواع الطعام على الحركة الكثيرة والمغامرة والتشويق، وهي جميع متطلبات فلم اكشن قصير، يميل اليه الشباب وحتى المراهقين.

ولا يتردد الشاب وهو في فوران شبابه من الاقدام على أي مغامرة حتى لو كان فيها حتفه ونهايته الماساوية، ولدينا الكثير من الشواهد من خلال سباق السيارات او الدراجات والقفز من الاماكن المرتفعة او التفحيط او بعض الالعاب الخطرة والتي يقومون بها حتى دون وسائل حماية لغرض رفع مستويات الادرينالين في اجسادهم.

المال والجنس، يتشابه هذان المحفزان اللذان يقدمانهما داعش مع ما تقوم اجهزة الاستخبارات في الكثير من المناطق، فالمال والجنس احدهما يتمم الاخر، وكلا منهما مصدر للجذب لايقاوم، والامثلة كثيرة من ملفات المخابرات الاسرائيلية في البلدان العربية.

يكتب الصحفي عادل صبري: "الجنس والمال هما الوقود للتحكم في الشباب ومن خلالهما تستطيع السيطرة عليه ودفعه لارتكاب الجريمة أي كانت، هذا ما تفعله داعش اليوم فهي لديها المال الوفير والتي استطاعت عن طريقه إغراء الكثير من الشباب وتجنيدهم داخل صفوف هذه الحركة الشيطانية، وبقي النساء فمن الصعب أن تشتري نساء لكل هؤلاء المقاتلين فوجدت الحل في أسري النساء من الأيزيدين".

عمدت داعش وغيرها من التنظيمات الارهابية، الى الاستفادة من الفتاوى الفقهية، والتي لم تعهدها المجتمعات العربية من قبل، حيث اخذ الفقهاء يفتون وفق أمزجة وأهداف التنظيمات الإرهابية، بدءا بشرعنة الاستغلال الجنسي للمرأة باسم الدين، وتكريس مفهوم جهاد النكاح للمرأة، والتشجيع على استغلالها الجنسي تحت مسميات غريبة أبرزها (زواج المسيار) و( زواج المصياف) و( زواج القعدة-الجلسة) فالغرض من هذه الزيجات هو شرعنة المتعة الجنسية للرجل، لكن الأخطر في كل هذه الفتاوى التي تشرعن الاستغلال الجنسي للمرأة هي الفتوى التي تتداولها المواقع الجهادية وتنشرها على نطاق واسع لأغراء الرجال والنساء معا للانخراط في التنظيمات الارهابية في البلدان العربية، وتتعلق هذه (الفتوى) بالتحريض على الجهاد من طراز خاص وبنوعية جديدة وتحت عنوان (جهاد المناكحة)، وتنص هذه الفتوى "على جواز منح الفتاة نفسها للمقاتلين الجهاديين الإرهابيين في سوريا والعراق، وتمكنهم من حقهم الشرعي في المعاشرة الجنسية للرفع من معنوياتهم القتالية.

ولا يخضع جهاد المناكحة لشروط العدة بعد الطلاق أو الولادة في الزواج أو الإشهار أو التوثيق وشهادة العدول، بل يقوم المقاتلون من غير المتزوجين، أو من الذين لا يمكنهم ملاقاة زوجاتهم بإبرام عقود نكاح اعتبرتها الفتوى إياها (شرعية) مع بنات او مطلقات لمدة قصيرة لا تتجاوز الساعة يتم على إثرها الطلاق وذلك لإعطاء الفرصة لمقاتل آخر". بمعنى يمكن أن تتزوج الفتاة في اليوم اكثر من مرة ، وهو امر غير وارد في الشريعة الإسلامية الا في مخيلة فقهاء الجهاد، وهو سلوك يحلله علم الننفس بكونه سلوك شاذ يروي غرائزهم المريضة جنسيا، فيبيحون جسد المرأة بما تشتهي نفوسهم دون اية اعتبارات بكيان المرأة النفسية و الجسدية والروحية.

وقد أضيفت إلى فتوى (جهاد المناكحة) فتوى اخرى أخطر منها تحت مسمى (فتوى المصاحبة) وتقضي الفتوى هذه المرة "... أن يصاحب الجهاديون نساءهم إلى سوريا ليضعوهن رهن إشارة الجهاديين للاستمتاع بهن، نظرا لقلة أعداد مجاهدات المناكحة وكثرة الجهاديين مما يؤدي إلى نشوب نزاع بينهم على النساء ..." كما صدرت فتاوى أخرى تجيز للجهاديين سبي النساء واغتصابهن بعد تحويلهن إلى جواري وملك للإرهابيين كما حدث في العراق وسوريا.

في اوربا اعلنت الاجهزة الامنية عن مخاوفها من ارتفاع عدد الداعين إلى تبني "الجهاد" في سوريا، خصوصاً من قبل الفتيات اللواتي يدعين عبر شبكات التواصل الأجتماعي نظيراتهن إلى الالتحاق بصفوف المقاتلين في سوريا للزواج بهم، وتقديم الدعم لهم حتى لو كانت الراغبات قد تخطين سن التقاعد.

وتكمن المخاوف الاوربية في اعتماد تلك الحركات على "الجنس"، كعنصر جذب للشباب وتجنيدهم ضمن صفوف المقاتلين في مناطق عدة من العالم، فالحديث عن "المجاهدات" المتوجهات إلى سوريا، يفتح أبواب التساؤل حول أمكانية تجاوب الشباب لمثل هذه الفكرة، وأكثر من يتجاوب من الذكور يكون من الدول الخليجية عموماً، و من الدول المغاربية.

في حين أن أكثر المتجاوبات من الإناث، يكن من دول المغرب العربي، ومسلمي أوروبا الغربية والشرقية، وغالباً ما يكن ينتمين إلى أسر فقيرة، أو من الفتيات المحدودات التعليم، أو المتعرضات لواقع اجتماعي سيء، لكن الفكرة الأساس هي ما هي المعايير الدينية التي تفرض أو تبيح لمشايخ هذه الحركات أن تصدر فتاوى تختص بالتجنيد "الجنسي" إن صح التعبير.

ولتلاحم الاكشن والمال والجنس في عمليات التجنيد، بعيدا عن الاسباب الدينية، تكشف فرنسا أن المغادرين من مواطنيها لم يكونوا كلهم من المسلمين، بل أن هناك عناصر غير مسلمة توجهت إلى سوريا لممارسة العنف من أجل العنف لا أكثر، وتجنيدهم كان عبر الانترنيت أيضاً.

اضف تعليق